حنان ياقوتي
في مشهد يغلي بالغضب والاحتقان، تجمع العشرات من سكان دوار بيه بضواحي الدار البيضاء للإحتجاج على ما وصفوه بـ”عملية نصب ممنهجة” تتعلق بمشروع سكني وُعدوا به منذ شهور. هتافات الساكنة اليوم كانت صريحة: “واش اعباد الله حتى عطينا جوج مليون عاد بغاو يقولبونا؟!”، في إشارة إلى المبالغ المالية التي دفعها السكان كمقدمات لحجز مساكنهم، قبل أن تنكشف لهم تفاصيل صادمة عن تأجيل المشروع أو تغييره دون إشعار مسبق.
ـ حين تحول الحلم إلى كابوس عقاري في قلب الدار البيضاء، حيث تتقاطع الأحلام مع الواقع، يعيش حاليا سكان دوار بيه لحظة فارقة بين الأمل والخذلان. مشروع سكني كان من المفترض أن ينتشلهم من الهشاشة .. تحول إلى مصدر قلق جماعي، بعد أن دفعوا مبالغ مالية معتبرة دون أن يروا أي تقدم ملموس.أو بالأحرى الى تغيير المكان الذي كان من المفروض مقر سكناهم .
هذه ليست مجرد أزمة عقارية، بل مرآة تعكس هشاشة العلاقة بين المواطن والمؤسسات. حين يُطلب من المواطن أن يثق، ثم يُترك في العراء دون توضيح أو ضمان، فإننا أمام خلل بنيوي في منظومة التواصل والمحاسبة.
الاحتجاجات التي شهدها الحي اليوم ليست فقط صرخة ضد “النصب”، بل هي تعبير عن فقدان الثقة، عن الإحساس بأن الكرامة تُباع وتُشترى في سوق المشاريع الوهمية.
ـ من المسؤول؟
هل هي الشركة التي لم توضح تفاصيل المشروع؟ أم السلطات التي لم تراقب؟ أم نحن، حين نُسلم أحلامنا دون ضمانات؟
في كل الحالات، يبقى المواطن هو الحلقة الأضعف، وهو من يدفع الثمن.
دوار بيه اليوم ليس مجرد نقطة على خارطة الدار البيضاء، بل هو رمز لصراع يومي يعيشه آلاف المغاربة بين الحلم والخذلان.
فهل من مجيب؟