حليمة صومعي
يعيش منتزه سيدي بعقوب وضعاً مأساوياً يثير استياء ساكنة المدينة، بعدما تحول من مشروع كان يُنظر إليه كحلم بيئي ومنتفس طبيعي، إلى فضاء مهجور تحاصره يد الإهمال. المنتزه الذي كان من المفترض أن يضفي لمسة جمالية على المنطقة، أصبح اليوم عنواناً للركود والتراجع، في غياب أي تدخل جدي يعيد له الحياة.
فمن يزور المكان يلحظ بسرعة المساحات الخضراء التي ذبلت، والممرات التي تآكلت، والتجهيزات التي أضحت خارج الخدمة. الإهمال طال حتى أبسط شروط النظافة، لتتحول جنبات المنتزه إلى نقطة عبور بدل أن تكون فضاءً للاستجمام، في وقتٍ تتزايد فيه حاجة الأسر إلى متنفس يخفف من ضغط الحياة اليومية.
ويؤكد بعض سكان المنطقة أن المنتزه كان بإمكانه أن يكون وجهة مفضلة للعائلات والأطفال والرياضيين، غير أن غياب الرؤية والتتبع جعله يفقد بريقه تدريجياً. “نحن لا نطالب بالكثير، فقط بفضاء يحترم حقنا في الاستمتاع ببيئة نظيفة وآمنة”، يقول أحد مرتادي المكان بنبرة استياء.
المفارقة أن مدناً مجاورة استطاعت الحفاظ على منتزهاتها وتطويرها لتتحول إلى أقطاب جذب سياحي وفضاءات عائلية، بينما بقي منتزه سيدي بوعقوب رهين اللامبالاة. وهذا يطرح أكثر من سؤال حول مدى التزام الجهات المسؤولة بحق الساكنة في الاستفادة من فضاءات عامة لائقة.
اليوم، يعلق المواطنون آمالهم على تدخل عاجل يعيد الاعتبار لهذا الفضاء البيئي، ويخرجه من دائرة النسيان، ليعود متنفساً حقيقياً للجميع كما كان حلماً مرسوماً على الورق.