يشهد المشهد السينمائي الفرنسي صدور سلسلة جديدة من الحوارات المهنية مع المخرجة والمنتجة المغربية – الفرنسية إيزة جينيني، وذلك بمبادرة من المركز الوطني للسينما وصور الرسوم المتحركة التابع لوزارة الثقافة الفرنسية.
جينيني، المزدادة بالدار البيضاء سنة 1942، تعد من أوائل النساء اللواتي شققن طريقهن في عالم السينما في فترة كان تمثيل النساء فيه شبه منعدم. بدأت مسارها بشكل متواضع كمسؤولة قاعة عرض خاصة بالمحترفين، ثم موزعة، قبل أن تصبح منتجة سينمائية، فمخرجة متخصصة في الأعمال الوثائقية المرتبطة بالتراث المغربي.
عرفت جينيني بإنتاجها وتوزيعها أفلام مخرجين مغاربة كبار، مثل أحمد المعنوني، سهيل بن بركة، والطيب الصديقي، إلى جانب إخراجها سلسلة من الأفلام الوثائقية التي توثق لمختلف ألوان الموسيقى المغربية، كفن الملحون، وكناوة، والعيطة، والموسيقى الأندلسية، وأهازيج الأطلس المتوسط، والموسيقى الصوفية.
وفي سنة 2025، قدمت أحدث أعمالها الوثائقية حول “دير تومليلين” بمدينة أزرو، الذي أعيد تأهيله مؤخرا وأصبح موضوع دراسات وندوات حول دوره في تعزيز الحوار بين الأديان خلال فترة ما قبل الاستقلال وما بعدها.
وقد خصّص المركز الوطني للسينما صفحة كاملة للمخرجة ضمن سلسلة “رائدات”، احتفاءً بمسيرتها الممتدة من ستينيات القرن الماضي إلى العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، تتضمن حواراً حصرياً معها، وسيرة تفصيلية حول عملها في مجالات الإنتاج والتوزيع والإخراج، مع التوقف عند مفهوم “سينما إيزة جينيني”.
تحدثت جينيني في حوارها عن الأشخاص الذين كان لهم أثر كبير في توجيه مسارها، ومنهم المسرحي الراحل الطيب الصديقي والصحافي عبد الله الستوكي، اللذان ألهماها موضوعات وثائقية عدة.
كما تناولت تجربتها مع السينما المغربية منذ اكتشافها لها، وكيف وجدت في مواضيع أفلامها امتداداً لتجارب والديها ولغتهما وثقافتهما. وقد قادها فيلم “الحال” الذي وثّق تجربة مجموعة “ناس الغيوان”، والذي أنتجه أحمد المعنوني، إلى لقاء المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، الذي اختار الفيلم ليكون أول عمل مغربي يعرض ضمن سلسلة الأفلام العالمية المرمّمة في إطار مؤسسة السينما العالمية