لم يعد ما يعيشه إقليم تاونات مجرد احتجاجات متفرقة، بل أصبح مؤشرا على أزمة اجتماعية متصاعدة، تجلت في تجسيد وقفة تيسة ضد العطش رغم قرار المنع، وفي منع صحفي ببوشابل من توثيق معاناة الساكنة بأوامر من القائد، ثم في القرار الإداري القاضي بمنع تنظيم وقفة مرتقبة للمطالبة بتحسين خدمات المستشفى الإقليمي بتاونات. هذه الوقائع المتتالية تكشف عن مقاربة رسمية تركز على محاصرة أشكال التعبير السلمي بدل الانكباب على معالجة جذور الاختلالات، من عطش يثقل الحياة اليومية، إلى خدمات صحية لا تستجيب للحد الأدنى من حاجيات المواطنين. إن سياسة التضييق على الاحتجاج والإعلام لا تطفئ نار الغضب، بل تذكيها وتزيد من فقدان الثقة في المؤسسات. لذلك، فإن التحدي الحقيقي أمام السلطات ليس في إصدار قرارات المنع، بل في فتح قنوات الحوار وتبني حلول عملية وملموسة، تضع الماء والصحة وكرامة المواطن في صلب الأولويات. وحده هذا التوجه القائم على الإصغاء والتفاعل يمكن أن يخفف الاحتقان ويحوّل الغضب الشعبي إلى قوة اقتراح وشراكة لبناء مستقبل أفضل للإقليم.