حطاب الساعيد
لو عاد المجاهد موحى أوحموا الزياني رحمه الله إلى قيد الحياة اليوم لما صدق ما تراه عيناه في خنيفرة.
الإقليم الذي كتب تاريخه بدماء المقاومين وأرواح الشجعان صار اليوم يعيش على وقع العجز والفشل التنموي، بينما تنفق ميزانيات ضخمة على مهرجانات واحتفالات موسمية لا تعكس حاجة السكان ولا تحل مشاكلهم الأساسية.
خنيفرة اليوم تواجه أزمة حقيقية في البنية التحتية، الطرق المتهالكة، نقص المستشفيات، بطالة الشباب، وانعدام جامعة، بالإضافة إلى أزمة الماء التي تعانيها الساكنة رغم أن الإقليم يعرف بمنطقة المنابع، كل هذه المعاناة اليومية تتناقض بشكل صارخ مع مشهد الاحتفالات والمهرجانات التي يقدمها المنتخبون على أنها إنجازات تنموية بينما هي في الحقيقة مجرد أداة لتجميل صورتهم أمام الإعلام والناخبين.
تضحيات المجاهد موحى أوحموا وغيره من أبناء الإقليم في معارك التحرير كانت تهدف إلى كرامة الإنسان واستقلال الإقليم، وإلى مستقبل يضمن الحقوق الأساسية لكل مواطن. اليوم يبدو أن الإرث النضالي قد حول إلى مجرد مناسبات فنية وصور تذكارية، في حين يعيش السكان الحرمان اليومي من أبسط الخدمات.
السؤال الذي يطرحه التاريخ اليوم بصوت عال: هل كانت تضحيات موحى أوحموا من أجل أن تتحول خنيفرة إلى أرض مهرجانات وصور إعلامية ،أم من أجل أن ينعم أبناؤها بالطرق الآمنة والمؤسسات التعليمية والمياه النظيفة والخدمات الصحية التي تليق بتاريخهم ونضالهم؟
خنيفرة اليوم بحاجة إلى قرارات جريئة، مشاريع تنموية حقيقية ومسؤولين قادرين على تحويل إرث المقاومة إلى واقع يضمن كرامة المواطنين. وإلا سيظل السؤال مطروحا: من أجل ماذا ضحى موحى أوحموا حقا؟