حليمة صومعي
تحول مهرجان آيت أوقبلي بإقليم أزيلال، الذي كان يُراد له أن يكون فضاءً للاحتفال بالثقافة والفن والتراث، إلى مشهد من الفوضى والتوتر، بعدما شهدت إحدى سهراته الليلية انقطاعاً مفاجئاً في الكهرباء، تبعته حالة ارتباك على المنصة وفي صفوف المنظمين، لتتطور الأوضاع لاحقاً إلى رشق بالحجارة من طرف بعض الحاضرين الغاضبين.
الواقعة بدأت حينما خيّم الظلام فجأة على فضاء السهرة، ما اضطر الفنانات إلى النزول من المنصة، في الوقت الذي غادر فيه رئيس جهة بني ملال–خنيفرة وعدد من المسؤولين المكان بشكل سريع، تاركين الجمهور في حالة استياء شديد. هذا المشهد الذي وُصف بـ”الفضيحة التنظيمية” غذّى غضب بعض الحاضرين الذين لم يترددوا في التعبير عن احتجاجهم برشق الحجارة في اتجاه المنصة، وهو ما أثار مخاوف من تحول الوضع إلى انفلات أمني.
ورغم أن المهرجان جاء تحت شعار “جميعاً من أجل تنمية آيت أوقبلي”، فإن ما وقع أظهر بوضوح هشاشة التنظيم وغياب الاحتياطات التقنية واللوجستيكية اللازمة لضمان استمرار السهرات في أجواء طبيعية وآمنة. فكيف لمهرجان يستقطب آلاف الزوار أن يعجز عن توفير تجهيزات أساسية مثل الكهرباء؟ وكيف تُترك الجماهير أمام فوضى دون خطة بديلة لاحتواء الوضع؟
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة سؤالاً أعمق: هل تُنظَّم مثل هذه التظاهرات لخدمة الساكنة المحلية وتعزيز التنمية السياحية والثقافية، أم أنها مجرد مناسبات لالتقاط الصور والتباهي؟
فالجمهور الذي حجّ إلى آيت أوقبلي كان ينتظر المتعة والفرجة، لا الانقطاع والظلام والرشق بالحجارة.
ويبقى الأمل أن تتحول هذه “الصفعة” إلى درس قاسٍ للجهات المنظمة، يدفعها إلى التفكير الجدي في تحسين ظروف مثل هذه المهرجانات، وإشراك الساكنة في التخطيط لها، حتى لا تتحول لحظات الفرح إلى فوضى، ولا تُستبدل الموسيقى بصوت الحجارة.