شهدت فعاليات “موسم 44” السنوي، الذي يُقام في إقليم مراكش، حضورًا لافتًا ومتميزًا لرئيس جهة الداخلة وادي الذهب، السيد ينجا الخطاط. يُعد هذا الحضور خطوة استراتيجية تعكس عمق الروابط التاريخية والاجتماعية التي تجمع مناطق الجنوب بالمناطق الوسطى من المملكة، وتؤكد على أهمية هذه التظاهرات في تعزيز الوحدة الوطنية والتواصل الثقافي.
يُعد “موسم 44” مناسبة سنوية تتجدد فيها مظاهر صلة الرحم بين أبناء الجنوب والوسط، حيث يلتقي أبناء مختلف الأقاليم الجنوبية، وعلى رأسهم أفراد قبائل أولاد دليم، مع إخوانهم في مراكش. إنه موعد سنوي متميز يُسلط الضوء على التراث اللامادي والتقاليد العريقة للمنطقة، ويحتفي بالهوية المغربية الغنية بتنوعها وثرائها.
وفي هذا السياق، أكد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، السيد ينجا الخطاط، على أن هذه التظاهرات ليست مجرد احتفالات موسمية، بل هي فرصة حقيقية لتقوية أواصر المحبة والتعاون بين مختلف جهات المملكة. وأضاف أن التراث المشترك الذي تزخر به المنطقة يُشكل أساسًا متينًا لبناء مستقبل مشرق قائم على التضامن والتكامل بين كل الأقاليم.
وقد استُقبل رئيس جهة الداخلة وادي الذهب بحفاوة بالغة من قِبل الحضور، الذين ثمنوا مشاركته الفعالة واهتمامه بتعزيز التبادل الثقافي والتنموي بين الجهتين. وتُعتبر هذه المشاركة دليلًا على التزام المسؤولين المحليين بتفعيل الدبلوماسية الداخلية، وخلق قنوات تواصل مفتوحة بين الأقاليم المختلفة، مما يصب في صالح التنمية الشاملة والمتوازنة للمغرب.
وخلال فعاليات الموسم، أُقيمت عروض فنية وثقافية متنوعة، وأُلقيت قصائد شعرية تغنت بالوحدة الوطنية والروابط التاريخية. وقد أظهرت هذه الأنشطة مدى تقدير أبناء المنطقة لتراثهم الغني، وحرصهم على نقله للأجيال القادمة، بمشاركة ودعم من القيادات المحلية والجهوية التي تؤمن بأهمية الثقافة كرافعة أساسية للتنمية البشرية.
وفي ختام الموسم، أكد المنظمون على أن النجاح الذي حققته هذه الدورة يُعزز مكانة “موسم 44” كحدث وطني بامتياز، ويُشجع على مواصلة تنظيم مثل هذه التظاهرات التي تُسهم في تعزيز اللحمة الوطنية، وتُقدم صورة حية عن التراث المغربي الأصيل.