أحمد زعيم / حبيب سعداوي
شهدت ساحة محمد السادس قرب المركب الثقافي بمدينة الفقيه بن صالح، مساء يوم الأحد 31 غشت، حادثا خطيرا بعدما سقط طفل يبلغ من العمر حوالي 12 سنة أثناء إستعماله إحدى وسائل اللعب المعروفة بـ”التروتينات”، قبل أن يفقد توازنه ويسقط أرضا بشكل عنيف.
وتم نقل الطفل على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بالفقيه بن صالح، قبل تحويله إلى المستشفى الجهوي ببني ملال بسبب غياب التجهيزات الطبية الضرورية محليا، فيما تشير المعطيات المتوفرة إلى أن حالته الصحية ما تزال حرجة.
وقد أعاد هذا الحادث المأساوي الجدل من جديد حول غياب شروط الوقاية والسلامة في أنشطة كراء وسائل اللعب الموجهة للأطفال، سواء تعلق الأمر بالتروتينات أو الدراجات أو حتى السيارات الصغيرة ذات الحجم الكبير بالساحات العمومية. فغالبية هذه الأنشطة تمارس دون اعتماد وسائل حماية مثل الخوذات أو معدات السلامة، وفي ظل غياب مراقبة فعلية وصارمة من قبل الجهات المسؤولة.
ويطرح الحادث عدة تساؤلات حول مدى إحترام معايير السلامة في مثل هذه الأنشطة، ودور السلطات المحلية في مراقبة مزودي هذه الخدمات وضمان إلتزامهم بالقوانين المنظمة، إضافة إلى مسؤولية الأسر في متابعة أبنائها أثناء استعمال هذه الوسائل داخل الفضاءات العامة المفتوحة.
كما يطالب مواطنون وفعاليات جمعوية بـتشديد الرقابة على أنشطة كراء وسائل الترفيه للأطفال، وفرض التقيد بوسائل الحماية كإرتداء الخوذات ومعدات السلامة. ويدعون أيضا إلى تقنين هذا القطاع من خلال تسوية الوضعية القانونية لأصحاب هذه الأنشطة، وضمان توفر التراخيص القانونية، وتأمين وسائل اللعب، وإختيار المواقع المناسبة، مع الحرص على جودة الوسائل المستعملة بما يتلاءم مع سلامة الأطفال، حفاظا على أرواحهم وحماية مرتادي الساحات العمومية من أي مخاطر محتملة.