الدخول المدرسي عندنا كما الدخول السياسي والدخول الثقافي مفاهيم لها دلالاتها في البلدان التي يمثل فيها الإنسان رأسمال ذا قيمة عالية غالية أما عندنا نحن القابعين في ذيل سلم التنمية وأواخر ركب التقدم فهذه مفردات لا معنى حقيقي لها، والدخول المدرسي عندنا نوعان دخول ورقي دعائي إعلامي سوقت صوره في التلفزة تم فيه الإحتفال بعيد المدرسة وإستقبل فيه أولياء الأمور وعقدت فيه المجالس التربوية وإستأنف فيه التلاميذ الدراسة كل هذا وقع في الإعلام والأوراق طبعا، ثم دخول واقعي حقيقي لا يختلف في شيء عما إعتدناه كل سنة إن لم يكن أكثر رداءة وعبثا هذه السنة فإلى جانب المشاكل المزمنة المعتادة من تأخر في التسجيل وإكتظاظ داخل الفصول وخصاص في الطاقم التربوي.
الدخول المدرسي عندنا ووسط كل هذا الهدر المدرسي يمكن القول أن المدرسة كمؤسسة للتنشئة الإجتماعية هي المخول لها بحكم اﻷدوار المنوطة بها أن تحتضن نساء ورجال الغد وأطر المستقبل وحمايتهم من كل أنواع الإنحراف الدراسي والسلوكي والإجتماعي، لكن أيضا لا يجب أن ننسى ومع كامل الحسرة والأسى أن من الأشخاص من تخلى عن الدراسة وإنحرف عن الطريق وضاع مستقبله وضاع فيه المجتمع أيضا بسبب من كان يحمل فقط صفة الأستاذ والذي لم يعرف كيف يحتضن ويربي ويعلم ويوجه ذلك الشخص حينما كان تلميذا ومتعلما، وعليه فعلى كل فاعل تربوي أن يتحمل كامل المسؤولية وأن يستحضر ضميره الإنساني والمهني وأن يعرف ويقتنع بأنه صانع المعجزات، وهنا تطرح إشكالية دور ومهام جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامـيذ؟.
شكلت النصوص التشريعية والتنظيمية الصادرة عن الوزارة المعنية إطارا لتفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين لإقرارا بالدور الفاعل لجمعيات الآباء في الإصلاح بإعتبار تواجدها جمعية مستقلة داخل المؤسسات التعليمية، لذا تجسد حضورها في عدة آليات لها دور في تدبير المنظومة التربوية من خلال تمثيليتها بالمجلس الإداري للأكاديمية وفي مجالس المؤسسة ومجلس التدبير والمجلس التربوي ومجالس الأقسام، فصبغتها التربوية والإجتماعية جعل وجودها ضروريا ونافعا لما يمكن أن تحققه من أهداف وعلى رأسها الدفاع عن حقوق التلميذات و التلاميذ في التمدرس مما دفع بالوزارة إلى إصدار مذكرات وزارية في مرحلة لاحقة تؤسس للعلاقة بين المؤسسات التعليمية والجمعية وأهدافها، ومما تهدف إليه الجمعية هو تحسيس آباء وأمهات وأولياء التلاميذ وكذا تلاميذ المؤسسة لخلق الوعي لديهم بمشاكل المؤسسة والتلاميذ فقبل إذكاء روح التكافل الإجتماعي والتعاون عبر إحياء الأنشطة الإجتماعية والثقافية والرياضية والتربوية وإقامة أوراش النظافة والبستنة والتجميل فالواجب عليها دراسة مشاكل المؤسسة التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر على التلاميذ وعلى رأسها التوقف الدراسي لأي سبب من الأسباب وإقتراح البدائل عبر تفعيل التواصل بين المؤسسة وجمعية الآباء.
لكن وبكل أسف تشير عدد من الدراسات إلى وجود ركود في عمل هذه الجمعيات وعدم قيامها بالمهام المنوط بها كما أن هناك تقارير أخرى تكشف ضعف الإنخراط في هذه الجمعيات بحيث لا تحضر أغلب الأسر في الجموع العامة للجمعيات ولا تشارك في أنشطتها الشيء الذي يترتب عليه أن بعض رؤساء هذه الجمعيات لا يعرفون الدور المنوط بهم والمسؤولية الملقاة على عاتقهم ليبقى أغلبهم تحت وصاية بعض المدراء هذا مع العلم أن مجموعة من المذكرات الوزارية تحث على إحترام وتفعيل دور هذه الجمعيات داخل المؤسسات التعليمية لما لها من دور موازي في النهوض والمساهمة في الإرتقاء بالنموذج التربوي الدراسي، ولكن بعض اللوبيات جعلوا من هذه الجمعيات البقرة الحلوب ودون أدنى محاسبة من الجهات المسؤولة التي من المفروض عليها التدخل وفتح تحقيق مع مثل هذه الجمعيات التي زاغت عن دورها التربوي وأصبحت تنهب جيوب الآباء والأولياء في كل دخول مدرسي دون نتائج تذكر أو حسابات موثقة أو حتى أن تكون لهم تمثيلية داخل المؤسسة، كان هذا البعض من الكل.
عبد الإله شفيشو/فاس