ياسين بكبك
بدل أن يكون مستشفى الدراق ببركان فضاءً للاستشفاء واسترجاع الصحة، صار في أذهان ساكنة المنطقة رمزًا للمعاناة واليأس، حتى أضحى يُلقب بين المواطنين بـ”المقبرة” أو “البطوار”.
الزائر لهذا المرفق الصحي يلمس منذ الوهلة الأولى حجم الاختلالات التي تُعمّق جراح المرضى وأسرهم؛ انعدام الأطباء مقابل كثرة المساعدين، طوابير انتظار طويلة، ومعاملة تهين كرامة الإنسان وتحرم المواطن من حقه الدستوري في الولوج إلى خدمات صحية لائقة.
ويرى متابعون للشأن الصحي أن حل الأزمة ليس مستحيلاً، لكنه يمر عبر خطوات عملية تبدأ بإرادة محاسبة واضحة في التسيير، مرورًا بتحفيز الأطباء على البقاء والعمل بكرامة، ثم عقد شراكات مع كليات الطب لتغطية الخصاص، إلى جانب اعتماد الرقمنة في تنظيم المواعيد وتخفيف معاناة الانتظار.
لكن الأهم من كل هذا – بحسب فعاليات مدنية – يبقى في صوت المواطن وجمعيات المجتمع المدني، فالضغط الشعبي وحده قادر على دفع الوزارة الوصية إلى التحرك العاجل وإنقاذ المستشفى من واقعه المأساوي.
لقد آن الأوان أن يتحول الدراق من “بطوار” يدفن الأمل، إلى مستشفى حقيقي يُنقذ الأرواح ويعيد الاعتبار للحق في الصحة ببركان.