أحمد زعيم
صادق مجلس إقليم الفقيه بن صالح، خلال دورته العادية المنعقدة يوم الإثنين 8 شتنبر 2025 بقاعة الإجتماعات بعمالة الإقليم، بالإجماع على 11 نقطة مدرجة في جدول أعماله، شملت مشاريع تنموية وخدمات إجتماعية وإقتصادية.
وشملت القرارات البارزة إقتناء 10 حافلات للنقل المدرسي، والموافقة على إتفاقية كبرى لتزويد عشر جماعات بالماء الصالح للشرب، وإعتماد اتفاقية لدعم التشغيل وتنشيط المقاولات الذاتية من خلال إحداث المنطقة الصناعية ببرادية “الشطر الثاني”. كما تمت المصادقة على تمديد عقد التدبير المفوض للنقل الحضري مع شركة City Bus، وتوقيع إتفاقيات شراكة مع جمعيات المجتمع المدني لتسيير حافلات النقل المدرسي مؤقتا في إنتظار إنطلاق شركة التنمية “تحفيز”.
وصادق المجلس أيضا على ميزانية سنة 2026، وانتخب عضوا جديدا ضمن لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة، إلى جانب منتدب جديد لتمثيله في مجموعة الجماعات بني ملال خنيفرة للتوزيع، مع إلغاء مقرر سابق بخصوص إقتناء الحافلات والمصادقة على إتفاقية بديلة.
ورغم أهمية هذه المصادقات، يثير غياب أي تقدم ملموس على أرض الواقع تساؤلات واسعة، إذ يرى مراقبون أن المجلس يكتفي بالمصادقة على المشاريع دون إخراجها إلى حيز التنفيذ الفعلي، او إلغاء بعضها، ما يعكس صعوبة التنفيذ وغياب آليات فعالة للتتبع والتنسيق بين المتدخلين، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ويبرز ملف النقل المدرسي كأحد أبرز التحديات، خاصة مع إنطلاق الموسم الدراسي اليوم الإثنين 8 شتنبر، حيث يواجه تلامذة القرى صعوبات كبيرة للوصول إلى مؤسساتهم التعليمية. المشروع كان مبرمجا ليبدأ مع إنطلاقة الموسم الدراسي الحالي، لكن الحافلات لم تدخل الخدمة بعد، والجمعيات المكلفة سابقا توقفت عن النقل في إنتظار إعادة عقد إتفاقيات التعاون والشراكة مع جمعيات المجتمع المدني من جديد لتسيير الحافلات المملوكة للمجلس إلى حين تسلم شركة التنمية مشروع النقل.
كما يزيد تأخر إستقبال الطلبة والطالبات المستفيدين من الإيواء ب: “دار الطالب” في بداية الموسم الدراسي من معاناة التلاميذ والأولياء، ويهدد بإرتفاع معدلات الهدر المدرسي، خصوصا مع تأخر الإجراءات المتعلقة بالتسجيل وضبط أعداد المستفيدين، والتي كان من المفترض أن تنجز في نهاية الموسم الفارط لتخفيف العبء عن الأسر والطلبة.
في المقابل، يظل مشروع التزود بالماء الصالح للشرب ينتظر جدولا زمنيا واضحا للتنفيذ، بينما تظل الرؤية الإستراتيجية لمشروع المنطقة الصناعية ببرادية غامضة، سواء من حيث آجال إنتهاء الأشغال أو آليات دعم المقاولات والشباب الباحثين عن فرص التشغيل. كما أثار تمديد عقد التدبير المفوض لشركة City Bus تساؤلات بعض الأعضاء حول مبررات القرار، فيما يطرح اعتماد ميزانية 2026 تحديات تتعلق بترتيب الأولويات وربط التمويل بجداول زمنية دقيقة، مع ضرورة وضع آليات صارمة لتتبع الإنجاز وضمان الشفافية.
وتبقى الملاحظة الأبرز هي كثرة المصادقات مقابل ضعف أو غياب نتائج ملموسة في بعض المناطق، ما يفتح النقاش حول ضرورة إحداث آلية رسمية لتقييم المشاريع وتحديد سقوف زمنية صارمة لإنجازها، ونشر تقارير دورية لتعزيز الثقة والعدالة المجالية.
وفي سياق متصل، ورغم إنتخاب منتدب جديد لتمثيل المجلس في مجموعة الجماعات بني ملال خنيفرة للتوزيع، ما يزال الإقليم يعاني من مشاكل بيئية وصحية ملحة، أبرزها ضعف خدمات النظافة، وإنتشار مطارح النفايات العشوائية، وتزايد شكاوى المواطنين من لسعات العقارب وعضات الكلاب الضالة، ما يطرح تساؤلات حول خطط المجلس لمعالجة هذه الإشكالات وضمان إستجابة سريعة وفعالة لمطالب الساكنة، خصوصا المستعجلة منها، وتفعيل دور مجموعة الجماعات على أرض الواقع كما هو معمول به في بعض الأقاليم الأخرى.