يقين 24/حليمة صومعي
شهدت السفارة السعودية بالرباط، خلال احتفالية اليوم الوطني السعودي، مشهداً مفاجئاً خطف الأضواء وأثار موجة من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي. فقد ظهر عبد اللطيف وهبي، وزير العدل والأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، وهو يقترب من عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ليقبّل رأسه أمام أنظار الحضور.
المشهد بدا صادماً للمتابعين، خصوصاً أن الرجلين تبادلا في فترات سابقة اتهامات نارية وصلت حد التخوين والمطالبة بالمحاكمة. بنكيران سبق أن دعا وهبي للاستقالة من الحكومة على خلفية ما اعتبره “تهرباً ضريبياً” في قضية الفيلا الشهيرة، فيما لم يتردد وهبي في وصف خصمه السياسي بـ “مرتكب أفعال إجرامية يعاقب عليها القانون الجنائي”.
غير أن صورة القبل والتحايا بينهما داخل أروقة السفارة بدت وكأنها تطوي تلك الخلافات، على الأقل في المشهد البروتوكولي، وهو ما جعل العديد من النشطاء يعلقون بسخرية: “السب والقذف أمام الكاميرات، والمصافحة والقبل في الصالونات”.
هذا التناقض المتكرر بين خطابات الصراع أمام الجماهير وابتسامات المجاملة في المناسبات الرسمية، يعيد إلى الواجهة النقاش حول مصداقية الممارسة السياسية بالمغرب، وحول حدود الخلافات بين الزعماء: هل هي صراع مبادئ، أم مجرد خلافات ظرفية تنتهي عند عتبة الحفلات الرسمية؟