بقلم : خدة اهل الشيخ
يُعدّ السيد الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، من أبرز الشخصيات السياسية التي جسّدت مفهوم رجل الدولة في سياق التدبير الجهوي الحديث بالمغرب، فقد استطاع، من خلال مساره وخطابه وممارساته التدبيرية، أن يمزج بين البعد الوطني الاستراتيجي والبعد الجهوي التنموي، في انسجام تام مع الرؤية الملكية السامية الرامية إلى جعل الأقاليم الجنوبية للمملكة قاطرة للتنمية الإفريقية.
يتميز الخطاط ينجا بقدرة لافتة على استشراف المستقبل ورسم اختيارات استراتيجية تستند إلى الحكامة الجيدة والتخطيط الواقعي، وهو ما جعل مجلس الجهة ينخرط في مشاريع كبرى ملكية ذات بعد اقتصادي واجتماعي، من بينها ميناء الداخلة الأطلسي والمناطق الصناعية واللوجستية، فضلًا عن الأوراش المرتبطة بالصحة والتعليم العالي والطاقات المتجددة، وهذه المشاريع لا تعكس فقط حرصه على تحديث البنية التحتية، بل تبرز أيضًا وعيه بضرورة المزاوجة بين التنمية الاقتصادية وتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية.
كما يُحسب له دوره البارز في تكريس ما يمكن تسميته بـ الدبلوماسية الجهوية، حيث جعل من الداخلة فضاءً للحوار الدولي ومنصة للتعاون جنوب–جنوب وشمال–جنوب، فقد استقطبت الجهة خلال فترة رئاسته وفودًا دبلوماسية واقتصادية من مختلف القارات، وتم تعزيز علاقات تعاون مع دول إفريقية وأوروبية وأمريكية لاتينية، مما رسّخ موقع الداخلة كحلقة وصل بين إفريقيا والعالم.
إلى جانب ذلك، يتميز الخطاط ينجا بخطاب أكاديمي رصين يزاوج بين تشخيص واقعي للتحديات وطرح حلول عملية قابلة للتنفيذ، فهو لا يتوقف عند حدود الوصف، بل يتقدم برؤية تنموية واضحة تجعل من الرأسمال البشري محورًا أساسيًا في أي مشروع للتنمية المستدامة، مع إيلاء أهمية خاصة لتأهيل الشباب وتمكينهم من الانخراط الفاعل في الدينامية الاقتصادية الجهوية.و
بهذا المعنى، يمكن القول إن الخطاط ينجا يجسّد شخصية رجل الدولة الذي يجمع بين الالتزام الوطني، الكفاءة التدبيرية، الحضور الدبلوماسي، والقدرة على بناء شراكات استراتيجية، ما جعله رمزًا لمسار جهوي متجدد يعكس التطلعات الوطنية الكبرى ويخدم في الآن ذاته مصالح الساكنة المحلية.