يقين 24/ حليمة صومعي
تحولت أنظار العالم الكروي نحو باريس مساء الاثنين، حيث شهدت قاعة “شاتليه” حفل تسليم جائزة الكرة الذهبية لعام 2025. وبينما خطف الفرنسي عثمان ديمبيلي الجائزة الأغلى، كان نجم “أسود الأطلس” أشرف حكيمي حديث القاعة بعدما حلّ سادساً في ترتيب أفضل لاعبي العالم، كأعلى مركز يبلغه مدافع مغربي وإفريقي في تاريخ الجائزة.
هذا الإنجاز غير المسبوق أثار موجة من الفخر في المغرب، لكنه لم يخلُ من خيبة أمل. فالكثير من المحللين اعتبروا أن الأداء الذي قدّمه حكيمي مع باريس سان جيرمان والمنتخب الوطني كان يستحق مركزاً ضمن الثلاثة الأوائل، إن لم يكن التتويج بالكرة الذهبية نفسها.
فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لم يُخفِ استياءه من الترتيب، مؤكداً على هامش توقيع اتفاقية شراكة جديدة بين “الكاف” وشركة “أولماس”، أن حكيمي “أحق بمركز أفضل بكثير”، مضيفاً: “ما حققه هذا الموسم يعكس قيمته الحقيقية، وهو مصدر اعتزاز لكل المغاربة”. كما هنأ لقجع الحارس ياسين بونو الذي جاء خامساً في ترتيب أفضل حراس المرمى، معتبراً أن بروز اسمين مغربيين في لائحة الأفضل “إشارة واضحة إلى مكانة الكرة المغربية عالمياً”.
أرقام حكيمي خلال الموسم الماضي بدت كافية لتغذية الجدل حول ترتيبه: 69 مباراة، 11 هدفاً، 16 تمريرة حاسمة، ومعدل مساهمة هجومية يقارب مرة كل مباراتين، وهو رقم نادر بالنسبة لمدافع. إلى جانب ذلك، لعب دوراً محورياً في تتويج باريس سان جيرمان بالرباعية (دوري الأبطال، الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، وكأس السوبر)، كما قاد المنتخب المغربي إلى برونزية أولمبياد باريس وبلوغ نهائي كأس العالم للأندية.
الاتحاد الدولي لكرة القدم زكّى هذا التميز بمنح حكيمي جائزة أفضل مدافع في كأس العالم للأندية، بعدما أبان عن سرعة خارقة وحضور تكتيكي لافت جعلاه ورقة لا غنى عنها في منظومة أي فريق يرتدي ألوانه.
لكن خلف هذه النجاحات، عاد النقاش القديم للواجهة: هل الجوائز الفردية في كرة القدم منصفة للمدافعين والحراس؟ فاختيارات “فرانس فوتبول” لا تزال، بحسب خبراء، تميل إلى المهاجمين ونجوم الوسط، في ظل معايير تتأثر أكثر بالشهرة والتسويق. وبينما يواصل حكيمي صناعة تاريخ جديد للكرة المغربية والإفريقية، يبقى السؤال مطروحاً: هل نشهد يوماً مدافعاً يعتلي منصة الكرة الذهبية؟