سهام طيبوز
تشهد مدينة الخميسات في الآونة الأخيرة انتشاراً مقلقاً للكلاب الضالة بعدد من الأحياء والمناطق الشعبية، في مشهد أثار موجة من الاستياء والخوف وسط الساكنة، خصوصاً في صفوف الأطفال والتلاميذ ومرتادي الأسواق والأماكن العمومية.
وتحوّلت ظاهرة الكلاب الضالة إلى هاجس يومي يؤرق سكان المدينة، بعدما سُجّلت خلال الأسابيع الماضية حالات مطاردة واعتداء على المارة، خاصة في ساعات الصباح الباكر عند توجه التلاميذ إلى مدارسهم، أو أثناء الليل حيث تنتشر هذه الكلاب في مجموعات وسط الأزقة والشوارع.
ويؤكد عدد من المواطنين أن بعض هذه الكلاب تبدو في حالة صحية متدهورة، وتحمل أعراض أمراض جلدية واضحة، مما يزيد من المخاوف من احتمال انتقال أمراض معدية أو داء السعار، وهو ما خلق حالة من القلق الجماعي بين الأسر التي أصبحت تخشى السماح لأطفالها بالخروج بمفردهم.
إحدى السيدات القاطنات بحي ”المجد ” قالت في تصريح لـ يقين24 إن الوضع “أصبح خطيراً، فكل صباح نصادف عشرات الكلاب الضالة أمام المدارس، وبعضها يهاجم التلاميذ دون سبب، ما يجعل الأمهات يضطررن إلى مرافقة أبنائهن إلى الفصول يومياً خوفاً من حوادث مؤسفة”.
من جهتهم، دعا مواطنون وجمعيات محلية السلطات إلى تدخل عاجل ومنسّق بين المجلس الجماعي، والسلطات المحلية، والمصالح البيطرية، من أجل تنفيذ حملات ميدانية تهدف إلى الحد من انتشار هذه الظاهرة، عبر جمع الكلاب الضالة ومعالجتها وفق المقاربة القانونية والإنسانية المعتمدة، مع ضمان السلامة الصحية للمواطنين.
ويرى عدد من الفاعلين الجمعويين أن هذه الإشكالية ليست محلية فقط، بل تعكس غياب رؤية وطنية موحدة لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة التي تعرفها العديد من المدن المغربية، مطالبين بتفعيل اتفاقيات الشراكة بين الجماعات الترابية والجمعيات المختصة في التلقيح والتعقيم والوقاية البيطرية، بدل الاقتصار على حلول ظرفية لا تساهم في إنهاء المشكل من جذوره.
وفي الوقت الذي تحرص فيه جمعيات الرفق بالحيوان على الدعوة إلى حلول إنسانية تقوم على التلقيح والتعقيم بدل الإبادة، يشدد سكان المدينة على أن الأولوية يجب أن تُمنح لحماية أرواح المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم في الفضاءات العمومية.
ويُجمع الرأي العام المحلي بمدينة الخميسات على أن الوقت قد حان لوضع مخطط واضح ومتكامل يجمع بين المقاربة الوقائية والصحية والاجتماعية، بمشاركة كل المتدخلين، من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي تهدد الأمن الصحي والنفسي للساكنة، وتؤثر على جمالية المدينة وصورتها العامة.

