يقين 24/ حليمة صومعي
اهتزّت مدينة مليلية المحتلة على وقع اكتشافٍ خطير في أعماق بحرها، بعدما تمكنت فرقة متخصصة تابعة لوحدة الغوص بولاية قادش الإسبانية من استخراج 19 قنبلة بحرية وعدداً من الذخائر القديمة مدفونة في قاع البحر على عمق يقارب 15 متراً.
العملية التي وصفتها الشرطة البحرية الإسبانية بـ”الدقيقة والمعقدة”، تطلبت تنسيقاً محكماً بين مختلف الأجهزة الأمنية، نظراً لحساسية المتفجرات وخطورة تحريكها بعد مرور عقود على استقرارها في المياه.
وحسب بلاغ للحرس المدني الإسباني، فقد رصدت وحدة الغواصين المتخصصة (GEAS) أثناء مهمة تفقد روتينية أجساماً معدنية مشبوهة قرب ميناء مليلية، ليتبين بعد الفحص أنها ذخائر حربية تعود لفترات سابقة. وتم تفكيكها باستخدام تقنيات متقدمة تحدّ من احتمال الانفجار، وسط إجراءات أمنية صارمة لضمان سلامة الطاقم والموقع.
ورغم مرور الزمن، أكدت السلطات الإسبانية أن تلك القنابل لا تزال تحتفظ بقدرتها التفجيرية، ما يجعلها قنابل نائمة تهدد السلامة البحرية، خصوصاً مع هشاشة آليات تشغيلها القديمة واحتمال انفجارها عند أي تماس أو حركة غير محسوبة.
وفي المقابل، سادت حالة من القلق في إقليم الناظور المجاور، مع تحذيرات من تأثير التيارات البحرية المشتركة التي قد تنقل بقايا المتفجرات إلى السواحل المغربية. ودعت فعاليات محلية إلى تعزيز التنسيق بين الرباط ومدريد لضمان حماية البيئة البحرية والأمن الإقليمي.
وتعيد هذه الواقعة تسليط الضوء على إشكالية الأمن البحري في غرب البحر الأبيض المتوسط، وضرورة تكثيف عمليات المراقبة والمسح تحت المائي، تحسباً لاكتشاف ذخائر أخرى قد تكون ترسّبت في قاع البحر منذ عقود، وظلّت حتى اليوم قنابل مؤجلة الانفجار تهدد التوازن البيئي والأمني في المنطقة.

