يقين24
احتضنت مدينة العيون مؤخراً المؤتمر الدولي لإدارة سلاسل التوريد والتسويق، الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة العيون الساقية الحمراء.
وقد شهد هذا الحدث الهام مشاركة وازنة لنخبة من الخبراء والأكاديميين والفاعلين الاقتصاديين، مغاربة وأجانب، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات وطنية ودولية متخصصة في مجالات اللوجستيك والتجارة الدولية وجاذبية الاستثمارات.
ورغم الأهمية القصوى لهذا الملتقى العلمي والاقتصادي، الذي يكتسي بعداً استراتيجياً في سياق الجهود الرامية لتعزيز موقع جهة العيون الساقية الحمراء كمحور للتكامل الإفريقي والانفتاح الاقتصادي، فقد سُجِل غياب شبه تام للصحافة المحلية عن تغطية أشغاله ومتابعة فعالياته. هذا الغياب المفاجئ أثار استغراب العديد من المتتبعين والمهتمين بالشأن المحلي والاقتصادي.
إن التغطية الإعلامية المحلية لمثل هذه المؤتمرات الدولية تعد عنصراً حيوياً ليس فقط لتوثيق الحدث، بل أيضاً لنقل رسالته وأهدافه وتوصياته إلى الرأي العام المحلي والجهوي، وإبراز الدور المتنامي للجهة كقطب اقتصادي.
ويضع هذا الغياب الإعلامي علامات استفهام كبرى حول ضعف التواصل والارتباط بين الغرفة المنظمة والمؤسسات الصحفية الجهوية.
فهل يعكس ذلك تقصيراً في إيصال الدعوات والإعلانات الصحفية في الوقت المناسب؟ أم أنه مؤشر على عدم إدراك المنظمين لأهمية الشريك الإعلامي المحلي كرافد أساسي لمواكبة ونقل الحركية الاقتصادية والتنموية التي تشهدها المنطقة؟
فالإعلام المحلي، بصفته صلة وصل بين المؤسسات والجمهور، يلعب دوراً محورياً في تثمين المجهودات المبذولة والتعريف بالفرص المتاحة، خاصة في قطاعات حيوية كإدارة سلاسل التوريد والتسويق. إن ضعف التواصل من جانب غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة العيون الساقية الحمراء مع وسائل الإعلام المحلية يحرم الحدث من صدى إعلامي واسع محلياً، وقد يحد من وصول مخرجاته إلى الفاعلين الاقتصاديين المحليين بشكل فعال.
وفي الختام، يُشدد المتتبعون على ضرورة مراجعة آليات ومنهجيات التواصل الخاصة بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، لضمان مشاركة فاعلة ومستمرة للصحافة المحلية في تغطية الأنشطة والفعاليات المستقبلية التي تنظمها الغرفة، وذلك ترسيخاً لمبدأ الشراكة بين المؤسسات الاقتصادية والإعلام الجهوي خدمةً للتنمية الشاملة.

