يقين 24/حليمة صومعي
شهدت قاعة غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، صباح الجمعة، تطوراً مفاجئاً بعدما اضطرت هيئة الحكم إلى تأجيل محاكمة الوزير والبرلماني السابق محمد مبديع، على خلفية وضعه الصحي المتدهور.
فقد بدا مبديع، الرئيس الأسبق لجماعة الفقيه بن صالح، في حالة إرهاق واضحة أثناء مثوله أمام المحكمة، حيث لاحظ الحاضرون شحوب وجهه وصعوبة تركيزه أثناء الجلسة، ما دفع دفاعه إلى التماس تأجيل المحاكمة إلى موعد لاحق، وهو ما استجابت له الهيئة القضائية.
وأوضح دفاع مبديع، برئاسة المحامي إبراهيم أموسي، أن موكله يعاني من وعكة صحية حادة ناجمة عن نزلة برد قوية أصيب بها خلال وجوده بالسجن المحلي عين السبع “عكاشة”، مؤكداً أن حالته الصحية لا تسمح له بمتابعة أطوار المحاكمة في الوقت الراهن.
ورغم حالته الحرجة، أصر الوزير السابق على الحضور احتراماً لهيئة المحكمة ولسير العدالة، وفق ما أكده دفاعه، الذي شدد على أن ذلك يعكس “التزام موكله الكامل بمسار المحاكمة ورغبته في إثبات براءته”.
وطالب الدفاع بتمكين مبديع من فترة راحة كافية قصد التعافي، واقترح تأجيل الجلسة لأسبوعين حتى يتمكن من المثول أمام القضاء في ظروف صحية طبيعية، تضمن مبدأ المحاكمة العادلة.
من جهتها، قررت هيئة الحكم، برئاسة المستشار علي الطرشي، تأجيل النظر في الملف إلى الأسبوع المقبل، مراعاة للحالة الصحية للمتهم الرئيسي.
وتأتي هذه الجلسة في إطار المتابعة القضائية التي يواجهها محمد مبديع إلى جانب عدد من الموظفين والمقاولين، بتهم تتعلق بـاختلاس وتبديد أموال عمومية، واستغلال النفوذ، والتزوير في وثائق رسمية.
ويُعد مبديع من أبرز الوجوه السياسية التي راكمت مساراً طويلاً في تدبير الشأن العام، حيث شغل مناصب وزارية وانتدابية لسنوات، قبل أن يُحال ملفه على القضاء ضمن إحدى أكبر قضايا الفساد المالي بالمملكة.

