في جلسة صريحة بلجنة التعليم بمجلس النواب، وجّه البرلماني منصف طوب، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، خطابًا مباشراً لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمّد برادة، داعياً إياه إلى مواجهة الفساد داخل وزارته بجرأة ومسؤولية.
وأكد طوب أن إصلاح التعليم لن يتحقق بالأموال ولا بالشعارات، ما دامت بعض الوجوه المتهمة بالفساد لا تزال تتربع على كراسي المسؤولية داخل الوزارة، سواء في المصالح المركزية أو الجهوية. وأضاف قائلاً: “لا يمكن لمسؤول فاسد أن يؤمن بالإصلاح، لأنه ببساطة لا يبحث سوى عن مراكمة الثروة والامتيازات.”
البرلماني الاستقلالي طالب الوزير بإنهاء عهد بعض المسؤولين الذين راكموا سنوات طويلة في مناصبهم دون نتائج ملموسة، داعياً إلى ضخ دماء جديدة قادرة على حمل مشروع الإصلاح الحقيقي. كما شدد على ضرورة فتح ملفات كل من تورط في النهب أو الاختلاس، سواء من ما زال يزاول مهامه أو من غادر إلى مناصب أخرى أو تقاعد في “فيلته”، مع إحالة هذه الملفات على القضاء دون تردد.
ويأتي هذا الموقف بعد تقارير ودراسات سابقة نبهت إلى انتشار مظاهر الفساد في المنظومة التعليمية. فقد كشفت منظمة “ترانسبارنسي المغرب” في استطلاع لها، أن قطاع التعليم يشهد تجاوزات متعددة، من بينها استفادة بعض الأساتذة من الدروس الخصوصية خارج الأطر القانونية، واستغلال بعض المديرين لرسوم التسجيل، فضلاً عن الخروقات التي تطبع تدبير الصفقات العمومية، والتي تُعد المجال الأكثر حساسية ومردودية لغير النزهاء.
وبحسب نتائج الاستطلاع نفسه، فإن 60 في المئة من المشاركين يرون أن نظام التعليم بالمغرب فاسد أو شديد الفساد، ما يجعل دعوة البرلماني منصف طوب رسالة واضحة إلى الوزير برادة بضرورة تطهير القطاع، إذا كان الإصلاح فعلًا هدفًا لا شعارًا.

