يقين 24/ حليمة صومعي
في كلمة قوية حملت رسائل سياسية وأخلاقية عميقة، شدّد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على أن “الأزمة التي يعيشها المغرب اليوم ليست أزمة موارد أو كفاءات، بل أزمة قيم”، داعياً إلى “العودة إلى القيم الإسلامية الأصيلة التي صنعت قوة المجتمع المغربي وتماسكه”.
جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى الميزان للشباب 2.0، المنظم يوم السبت 1 نونبر 2025، والذي عرف مشاركة أكثر من 1500 شابة وشاب من مختلف جهات المملكة، إلى جانب عدد من الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب.
وأكد بركة أن الفساد ما زال قائماً بل ازداد في السنوات الأخيرة، موضحاً أن “عدد المتابعات المسجلة في قضايا الفساد خلال الأربع سنوات الأخيرة بلغ مستوى قياسياً، شمل برلمانيين ومنتخبين وقضاة وموظفين”، مشيراً إلى أن هذا المعطى رغم دلالته الإيجابية على يقظة مؤسسات المراقبة، إلا أنه يبرز استمرار ظاهرة الفساد وعمقها في المجتمع.
وأضاف أن المشكل الحقيقي اليوم هو مشكل قيم، قائلاً:
“المفسدون أصبحوا يحظون بالتقدير، والمعقول صار أقل نجاحاً… لقد تغيرت القيم في المجتمع، وحان وقت المراجعة والعودة إلى أصلنا الأخلاقي والإسلامي”.
ودعا بركة المواطنين إلى محاربة “ثقافة الهمزة والوصولية والفراقشية” التي تضر الوطن وتفقد المواطنين الثقة في مؤسساتهم، مؤكداً أن حزب الاستقلال “سيواصل مواجهة هذه الظواهر التي تُفسد السياسة وتعيق التنمية”.
وفي كلمته أمام الشباب، وصف نزار بركة الجيل الحالي بـ “جيل الفتح المبين”، مستشهداً بالآية الكريمة التي اعتمدها جلالة الملك محمد السادس في أحد خطاباته السامية: “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً”.
وقال: “نحن أمام مرحلة جديدة من تاريخ الوطن، ننتقل فيها من الدفاع إلى البناء، ومن الترافع إلى السيادة والريادة”.
كما دعا الشباب المغربي إلى الانخراط بثقة ومسؤولية في مسار التنمية الشاملة، وقيادة مغرب المستقبل في مجالات الحكم الذاتي، والاقتصاد الأخضر، والذكاء الصناعي، والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن “الزمن اليوم هو زمن الشباب والمبادرة، لا زمن الانتظار”.
الملتقى الذي اختتمه الأمين العام بكلمة مؤثرة، شكل نموذجاً حياً لـ المدرسة الاستقلالية في أبهى صورها: الإنصات، الحوار، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وقد خلُصت النقاشات إلى توصيات عملية ستشكل جوهر ميثاق الشباب الذي سيقدمه الحزب يوم 11 يناير 2026، تخليداً للذكرى 82 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
كما تميز الحدث بمبادرة “مقهى السياسات التفاعلي”، التي جمعت الشباب بعدد من وزراء الحزب في حوار مباشر وصريح حول قضايا الراهن، في تجربة وصفت بالرائدة لترسيخ الثقة بين الشباب وصناع القرار.
وبين تشخيص الأزمة الأخلاقية ودعوة الجيل الجديد لتحمل المسؤولية، رسم نزار بركة خلال هذا الملتقى ملامح رؤية جديدة لحزب الاستقلال، قوامها القيم، والمواطنة، والجرأة في الإصلاح.

