متابعة بدر حدوات
شهد المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية بالرباط، يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، احتفالية رسمية متميزة بمناسبة الذكرى الخمسين لإرسال أول بعثة طبية صينية إلى المملكة المغربية، وذلك بحضور وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد أمين التهراوي، وعمدة الحكومة البلدية لشنغهاي، السيد قونغ تشنغ، وسفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، السيد لي شانغلين، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والخبراء من الجانبين.
وقد شكل هذا الحدث لحظة رمزية لتجديد التأكيد على عمق العلاقات الثنائية التي جمعت البلدين طيلة عقود من التعاون المستم
ر والتضامن المثمر في المجال الصحي. وخلال هذا اللقاء، أشاد السيد الوزير بالدور الكبير الذي اضطلعت به البعثات الطبية الصينية منذ نصف قرن، حيث قدمت خدمات صحية عالية الجودة للمواطنين المغاربة، خاصة في المناطق النائية، وساهمت في نقل الخبرات وتعزيز الكفاءات الوطنية في مجالات متعددة، من بينها الجراحة، والتخدير، وطب العيون، والطب التقليدي. كما أجرى الوزير محادثات ثنائية مع عمدة شنغهاي تناولت سبل تطوير الشراكة نحو آفاق أوسع تشمل مجالات الصحة العامة، وإدارة المؤسسات الاستشفائية، وتبادل المعرفة في مجالات الطب البديل والتكنولوجيات الصحية.
وتميز هذا اليوم بإطلاق عدة مبادرات ميدانية وصحية مشتركة، شملت حملة طبية جراحية لإزالة المياه البيضاء لفائدة ساكنة إقليم شفشاون، وتدشين مركز للوخز بالإبر بمدينة المحمدية، إلى جانب تنظيم مؤتمر علمي حول الطب التقليدي الصيني-المغربي، بمشاركة نخبة من الأطباء والباحثين من البلدين. كما تم عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على مسيرة البعثات الطبية الصينية في المغرب، والآثار الإيجابية التي خلفتها في مختلف جهات المملكة.
ويأتي هذا الاحتفال ليجسد صورة ناصعة عن التعاون جنوب-جنوب، وليؤكد من جديد أن العلاقات بين المغرب والصين ليست ظرفية أو موسمية، بل هي مبنية على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة لخدمة صحة الشعوب وتكريس قيم التضامن الدولي