احتضنت مدينة تيفلت، يوم السبت 18 أكتوبر 2025، أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني الحركة الديمقراطية الاجتماعية، التي انعقدت تحت شعار “ترسيخ الخيار الديمقراطي في ظل تناوب الأجيال”. وحضر هذا اللقاء الأمين العام للحزب عبد الصمد عرشان إلى جانب رئيس المجلس الوطني وأعضاء المكتب السياسي ومنسقي الحزب من مختلف جهات المملكة، في أجواء اتسمت بروح المسؤولية والنقاش الهادئ حول مستقبل العمل الحزبي بالمغرب.
أكد رئيس المجلس الوطني عبد الهادي لغراري، في كلمته الافتتاحية، أن الخيار الديمقراطي لم يعد مجرد شعار سياسي، بل تحول إلى ممارسة مؤسساتية ومجتمعية متجددة مع كل محطة وطنية، مشيراً إلى أن الخطاب الملكي في افتتاح السنة التشريعية الجديدة رسم خارطة طريق واضحة أمام الأحزاب من أجل تجديد أدوارها والانخراط الفعلي في التنمية. وشدد على أن الحزب سيظل وفياً لنهجه القائم على الاعتدال والتدرج والإصلاح الهادئ.
من جانبه، أبرز عضو المكتب السياسي المصطفى بومهدي أهمية مبدأ تناوب الأجيال في ضمان استمرارية المشروع الديمقراطي، معتبراً أن التجديد لا يعني القطيعة مع الماضي، بل البناء على المكتسبات وتعزيزها. وفي السياق نفسه، أكدت رئيسة منظمة المرأة الديمقراطية الاجتماعية فتيحة الحجوجي أن تمكين النساء من المشاركة السياسية الفعلية ركيزة أساسية لترسيخ الديمقراطية، مذكّرة بأن الحزب كان من أوائل التنظيمات التي دافعت عن حضور المرأة في مواقع القرار.
ودعا الكاتب العام للشبيبة الديمقراطية الاجتماعية أشرف شهبون إلى إشراك حقيقي للشباب في صياغة السياسات العمومية محلياً ووطنياً، باعتبارهم طاقة المجتمع ومحرك التنمية، فيما شدد ممثل جمعية الطفولة للتنمية والثقافة محمد العلوي على أهمية التربية على المواطنة وترسيخ قيم المشاركة والمسؤولية لدى الناشئة، باعتبارها المدخل لإعداد قادة المستقبل.
وفي كلمته التوجيهية، أكد الأمين العام للحزب عبد الصمد عرشان أن شعار هذه الدورة يعكس وعياً عميقاً بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، داعياً إلى تعزيز الثقة في المؤسسات واستحضار المصلحة الوطنية. كما توقف عند الخطابين الملكيين بمناسبة عيد العرش وافتتاح البرلمان، معتبراً أنهما يشكلان دعوة صريحة إلى تجديد أساليب العمل السياسي والانفتاح على الكفاءات.
كما جدد الأمين العام دعم الحزب الثابت لمغربية الصحراء، مبرزاً ما تحقق من انتصارات دبلوماسية تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، ومثمناً المواقف الدولية المتزايدة الداعمة للوحدة الترابية للمملكة. وفي السياق ذاته، عبّر عن تضامن الحزب مع القضية الفلسطينية، مثمناً الدور الذي يضطلع به جلالة الملك بصفته رئيساً للجنة القدس في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وشهدت أشغال المجلس الوطني نقاشاً مفتوحاً بين المنسقين الجهويين وأعضاء المكتب السياسي حول سبل تطوير الأداء التنظيمي وتعزيز حضور الحزب ميدانياً، استعداداً للاستحقاقات المقبلة، في جو اتسم بالجدية وروح الالتزام، مع التشديد على ضرورة تقوية قنوات التواصل مع المواطنين والإنصات لمطالبهم.
واختُتم اللقاء بتلاوة البيان الختامي الذي أكد تشبث الحزب بثوابت الأمة ومقدساتها وحرصه على مواصلة العمل في إطار التوجيهات الملكية الرامية إلى ترسيخ دولة القانون والعدالة الاجتماعية. كما تمت تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس، تجديداً للعهد والوفاء للوطن ولمسار الإصلاح الذي يقوده

