خاليد بكيوض
السمارة، الجمعة 17 …
في إطار الاحتفالات الرسمية بالذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بمدينة السمارة اليوم الجمعة ندوة علمية وطنية كبرى، نظمتها عمالة الإقليم بشراكة مع المنظومة المحلية، تحت شعار “المسيرة الخضراء… فكرة ملك وإرادة شعب من الإلهام إلى الإنجاز”.
اللقاء عرف حضور عامل إقليم السمارة الدكتور إبراهيم بوتوميلات، والعميد المنتدب قائد الحامية العسكرية، وعدد من المنتخبين وممثلي السلطات المدنية والعسكرية، إلى جانب نخبة من الأساتذة والباحثين والفعاليات الأكاديمية والمجتمعية.
استُهلت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وأداء النشيد الوطني، ثم قدمت اللجنة المنظمة كلمة ترحيبية ألقاها الدكتور جودا الوالي، أبرز فيها رمزية هذه الذكرى الوطنية العزيزة وما تحمله من معاني الوفاء والالتحام بين العرش والشعب.
تضمنت أشغال الندوة سلسلة من المداخلات الأكاديمية التي تناولت المسيرة الخضراء من زوايا متعددة.
فقد قدم الدكتور محمد عيسى بابانا العلوي عرضاً حول “المسيرة الخضراء: مبرراتها وأبعادها في القرنين العشرين والواحد والعشرين”، مبرزاً السياق الجيوسياسي للحدث وتأثيره في تحصين الوحدة الترابية للمملكة.
أما الدكتورة ماجدة كريمي، فناقشت موضوع “الدبلوماسية الاقتصادية المغربية في إفريقيا: أية أدوار لإقليم السمارة؟”، معتبرة أن الإقليم يشكل اليوم منصة استراتيجية للتعاون جنوب-جنوب ومجالاً واعداً للتنمية.
وقدم الدكتور حميد الفرخ من مديرية التاريخ العسكري عرضاً توثيقياً بعنوان “الصحراء المغربية في الاتفاقيات والمعاهدات المغربية الأجنبية خلال القرن الثامن عشر”، تضمن شواهد ووثائق تاريخية تؤكد الارتباط المتجذر للمغرب بأقاليمه الجنوبية.
من جانبها، تناولت الدكتورة عزيزة بزامي في مداخلتها “ملحمة المسيرة الخضراء: حكم روحية وعبر تاريخية”، مبرزة البعد الأخلاقي والروحي للمسيرة باعتبارها نموذجاً فريداً للجهاد السلمي والوحدة الوطنية.
وشهدت الندوة أيضاً تقديم شهادات حية لإعلاميين عايشوا تفاصيل الحدث، حيث استعاد الإعلامي محمد دكا تجربته الميدانية في تغطية المسيرة بمدينة طرفاية، بينما قدم الأستاذ الناجم عميرة شهادة بعنوان “من ذاكرة الإعلام في الأقاليم الجنوبية”، سلط فيها الضوء على دور الإعلام في ترسيخ الوعي الوطني ومواكبة التحولات التنموية.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن المسيرة الخضراء كانت ولا تزال ملحمة وطنية متجددة تلهم الأجيال وتؤسس لمغرب موحد ومتطور. كما أشاد المشاركون بالمجهودات المبذولة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في تعزيز التنمية بالأقاليم الجنوبية وترسيخ إشعاع المملكة قارياً ودولياً.
وتوج اللقاء بتوصيات تدعو إلى مواصلة الاهتمام بالبحث الأكاديمي في الذاكرة الوطنية، وربط الأجيال الصاعدة بقيم المواطنة والانتماء، بما يعزز روح التضامن والوحدة الوطنية.




