محسن خيير
استهل فريق رجاء بني ملال موسمه الكروي الجديد بخسارة مخيبة أمام النادي القنيطري بنتيجة 3-1، في مباراة أظهرت منذ دقائقها الأولى تفوق أصحاب الأرض واستغلالهم لارتباك دفاع الفريق الملالي. النادي القنيطري افتتح التسجيل مبكراً بعد عشر دقائق فقط، مستغلاً ثغرة دفاعية واضحة، قبل أن يتمكن رجاء بني ملال من تعديل الكفة عند الدقيقة 30 بواسطة اللاعب رضوان الكروي. غير أن فرحة التعادل لم تدم طويلاً، إذ عاد الفريق القنيطري ليحرز هدف التقدم بعد دقيقتين فقط، ما بعثر أوراق الضيوف وأفقدهم التركيز. وفي الشوط الثاني، حاول رجال المدرب العودة في النتيجة عبر الضغط الهجومي، لكنهم اصطدموا بدفاع منظم وهجمات مرتدة خطيرة انتهت بتلقيهم الهدف الثالث عند الدقيقة 70، ليخرج النادي القنيطري منتصراً بثلاثية مستحقة.
هذه الخسارة كشفت عن هشاشة واضحة في الخط الخلفي لرجاء بني ملال وغياب التركيز في اللحظات الحاسمة، حيث بدا الفريق غير قادر على الحفاظ على توازنه بعد تسجيله هدف التعادل، وهو ما سمح للمنافس بالعودة سريعاً. كما عانى الفريق من ضعف في استغلال الفرص الهجومية وقلة الفاعلية أمام المرمى. ويأتي هذا الأداء الباهت في ظل صيف صعب على جماهير الفريق، بعد رحيل مجموعة من اللاعبين الأساسيين وغياب مشروع رياضي متكامل، الأمر الذي انعكس على انسجام المجموعة داخل الميدان.
في المقابل، قدم النادي القنيطري أداءً جماعياً مقنعاً، ظهر فيه الانسجام بين خطوط الفريق واضحاً، إلى جانب فعالية هجومية عالية مكنته من تسجيل ثلاثة أهداف في أوقات حاسمة. المدرب التونسي طارق الحضيري بدا راضياً عن مردود لاعبيه، مؤكداً أن الفوز الافتتاحي سيكون دافعاً معنوياً لمواصلة حصد النتائج الإيجابية في قادم الجولات، بينما اعترف مدرب رجاء بني ملال بالأخطاء الدفاعية لفريقه، متعهداً بالعمل على تصحيح المسار قبل فوات الأوان.
وعقب صافرة النهاية، انقسمت ردود الأفعال بين فرحة عارمة في صفوف جماهير النادي القنيطري التي رأت في الفوز بداية مثالية تعزز حلم الصعود، وبين غضب واستياء وسط أنصار رجاء بني ملال الذين اعتبروا الخسارة امتداداً لمعاناة الموسم الماضي وطالبوا المكتب المسير بتصحيح الأوضاع العاجلة قبل أن يجد الفريق نفسه يصارع في مؤخرة الترتيب منذ الجولات الأولى. هذه البداية المتعثرة تشكل جرس إنذار للفريق الملالي بضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي وتدارك الأخطاء قبل أن تتعقد مهمته في تحقيق أهدافه هذا الموسم