في مداخلة قوية بمجلس النواب، وجّه النائب البرلماني محمادي توحتوح، عن حزب التجمع الوطني للأحرار بدائرة الناظور، انتقادات لاذعة للوضعية التي آلت إليها أشغال مشروع مارتشيكا، معتبراً أن هذا الورش الملكي الاستراتيجي يعيش حالة “شلل تام”، رغم ما يُصرف عليه من ميزانيات متعلقة بالأجور وكراء المقرات دون أي مردود تنموي ملموس على أرض الواقع.
البرلماني أشار إلى أن المشروع الذي كان يُنتظر أن يُحوّل المنطقة إلى قطب سياحي واقتصادي واعد، أصبح اليوم عبئاً على الساكنة والنخب المحلية، متسائلاً إن كان المشروع لا يزال قائماً أم أنه دخل مرحلة النسيان. وأضاف أن “وتيرة الأشغال توقفت كلياً، لولا بعض المجهودات الفردية لعامل الإقليم الذي يسعى، بما يتوفر لديه من إمكانيات محدودة، إلى الحفاظ على المساحات الخضراء القليلة المتبقية”.
كما شدّد توحتوح على أن غياب تصميم التهيئة منذ سنوات بات أحد أبرز العوائق أمام جذب الاستثمارات وإنعاش التنمية المحلية، داعياً الحكومة إلى التدخل العاجل لإعادة الحياة إلى المشروع، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الركود. وقال في هذا السياق: “إن كانت المديرة مطالبة بالقيام بواجبها، فعليها أن تتحرك، وإن كانت تفتقر للوسائل، فالحكومة مطالبة بتوفيرها، لأن الأمر يتعلق بمشروع ملكي لا يمكن السماح بتعثره أكثر”.
وفي المقابل، عبّر النائب عن ارتياحه لوفاء الحكومة بالتزاماتها السابقة، خاصة فيما يتعلق بمشروع ملعب الناظور الذي انطلقت إجراءات تنفيذه، إضافة إلى تقدّم أشغال المركز الاستشفائي بسلوان، معتبراً ذلك مؤشراً إيجابياً على إرادة الدولة في تحريك عجلة التنمية بالمنطقة.
واختتم توحتوح مداخلته بالتأكيد على أن المنطقة الشرقية عامة وإقليم الناظور خاصة تحتاج إلى دفعة قوية في مجال الاستثمار والتشغيل، بما يتناسب مع مؤهلاتها الاقتصادية والبشرية، مثمّناً في الوقت ذاته مضامين مشروع قانون المالية الجديد الذي اعتبره منسجماً مع التوجيهات الملكية السامية، وقادراً على فتح آفاق تنموية واعدة تعزز مكانة المغرب كقوة صاعدة في المنطقة.

