يقين 24/ حليمة صومعي
تزامناً مع تصاعد موجة الاحتجاجات الشبابية بالمغرب وما يرافقها من احتقان اجتماعي متنامٍ، تفجّر جدل جديد عقب إعلان تنظيم حفل غنائي للفنان المغربي “إلغراند طوطو” (ElGrande Toto) بفضاء تابع لسلوى أخنوش، زوجة رئيس الحكومة عزيز أخنوش وصاحبة “موروكو مول” بالدار البيضاء.
الحدث المقرر في 11 أكتوبر الجاري أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره ناشطون “استفزازاً للشعب الغاضب” في ظرف يعيش فيه المغاربة ضغطاً اقتصادياً واجتماعياً غير مسبوق.
جمعية “ربيع السينما” سارعت إلى توجيه شكاية مستعجلة إلى وكيل الملك بالمحكمة الزجرية في الدار البيضاء، طالبت فيها بمنع الحفل بدعوى أنه “يمس بالحياء العام ويهدد النظام العام والأمن الأخلاقي”، مشيرة إلى أن المكان مفتوح أمام العائلات والأطفال.
واستندت الجمعية في موقفها إلى سلوكيات سابقة للفنان خلال حفلاته، وصفتها بـ“المسيئة”، من بينها عبارات نابية وسلوكيات “تشجع على الانحلال”، معتبرة أن مثل هذه التصرفات تتنافى مع القيم المجتمعية المغربية. كما وجّهت مراسلة رسمية إلى عامل مقاطعات أنفا تطالب فيها بتدخّل عاجل لمنع تنظيم الحفل.
وفي المقابل، يرى مدافعون عن حرية الإبداع أن الهجوم على الفنان يدخل ضمن “محاولات تقييد حرية التعبير الفني”، مؤكدين أن الفن يجب أن يُناقش بمعايير فنية لا أخلاقية أو سياسية.
إلى حدود الساعة، لم تصدر أي توضيحات من إدارة “موروكو مول” أو من الشركة المنظمة للحفل، ما زاد من غموض الموقف وأجّج النقاش العمومي حول العلاقة بين المال والسلطة والفن.
ويأتي هذا الجدل في سياق احتجاجات يقودها شباب “جيل زد”، رفعوا فيها شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية وتنتقد أداء الحكومة. ما جعل مراقبين يرون أن توقيت الحفل يحمل رسائل “مستفزة”، تعكس انقطاع النخبة الاقتصادية عن نبض الشارع، وتغيب عنه الحسّ الاجتماعي المطلوب في مثل هذه المرحلة الدقيقة.
في انتظار القرار النهائي من السلطات، يظل الرأي العام منقسماً بين من يرى أن الفن لا يجب أن يُربط بالسياسة، ومن يعتبر أن “الاستعراض في زمن الغضب” لا يمكن إلا أن يُؤجّج التوتر الشعبي.