✍️ بقلم: مولاي عزيز أخواض
أسدل الستار مساء الخميس 12 يونيو 2025 على فعاليات نهائيات كأس العرش لكرة اليد للموسم الرياضي 2024-2025، التي احتضنتها مدينة خريبكة لأول مرة في تاريخها، داخل فضاء القاعة المغطاة المتعددة التخصصات التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، وسط تنظيم متميز وتفاعل جماهيري لافت.
شهدت المباراة النهائية تنافسًا قويًا، حيث حسم فريق منتدى درب السلطان اللقاء لصالحه أمام نادي رجاء أكادير بنتيجة (37 – 29). مباراة حبست الأنفاس وبرز فيها الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي.
جاء تنظيم هذا الحدث الرياضي النوعي ثمرة تعاون بين نادي أولمبيك خريبكة لكرة اليد والجامعة الملكية المغربية لكرة اليد، وبدعم من المجمع الشريف للفوسفاط وعمالة إقليم خريبكة، ما أضفى على التظاهرة طابعًا احترافيًا ووطنيًا بامتياز.
وقد أثبتت القاعة المغطاة متعددة التخصصات، التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، جاهزيتها الكاملة لاحتضان كبريات التظاهرات، بما تتوفر عليه من تجهيزات حديثة، وسعة استيعابية توازي طموحات الرياضة الوطنية.
ولم يكن نجاح نهائيات كرة اليد سوى بداية لمسار متواصل من التألق، إذ علمت الجريدة من مصادرها الخاصة أن هذه القاعة ستحتضن أيضًا نهائيات كأس العرش لرياضة الجيدو،تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للجيدو وفنون الحرب المشابهة وبشراكة مع نادي أولمبيك خريبكة
يوم 5 يوليوز المقبل. ويُعدّ النادي من الأسماء المتميزة في ساحة الجيدو الوطنية والدولية، حيث راكم في رصيده عدة ألقاب وميداليات، بفضل عمل جاد ومستمر، تحت إشراف رئيسه المعروف بغيرته الصادقة على الرياضة، وبتكوينه العالي، وانتمائه الأصيل لعائلة مشهود لها بالعطاء والوفاء للمدينة.
لا يمكن الحديث عن نجاح هذا الحدث دون الإشارة إلى الدور المحوري لمجموعة OCP، التي لم تكتف بفتح أبواب منشآتها، بل ساهمت في تمويل ومواكبة هذا العرس الرياضي، انسجامًا مع رؤيتها التنموية التي تعتبر أن الرياضة رافعة لتأهيل الإنسان وبناء المجتمع.
مساهمة OCP لم تكن تقنية فقط، بل تجسد انخراطًا استراتيجيًا في تنمية المجال والإنسان، وتأكيدًا على إيمانها بأن الاستثمار في الرياضة هو استثمار في المستقبل.
في تصريح خاص، عبّر السيد النامي حسن، رئيس نادي أولمبيك خريبكة لكرة اليد، عن فخره واعتزازه بما تحقق:
“هذا النجاح هو ثمرة عمل جماعي بتعاون كل الشركاء. خريبكة اليوم تُثبت أنها قادرة على إنجاح تظاهرات رياضية كبرى باحترافية عالية.”
كما توجه بالشكر إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد على الثقة، وخصّ بالشكر المكتب المديري للرياضات بالمجمع الشريف للفوسفاط على دعمه المتواصل، ولم يُفوّت المناسبة دون أن يُشيد بدور السلطات المحلية والأمنية وكل الأجهزة الساهرة التي ساهمت في تأمين هذا الحدث الوطني وإنجاحه بكل المقاييس.
وأضاف أن النادي سيواصل لعب أدواره التكوينية والتأطيرية، سعيًا نحو خدمة الشباب المحلي والمساهمة في التنمية المجتمعية.
تميّز هذا الحدث أيضًا بكونه أول نشاط رسمي يُسجّل في خريبكة بحضور السيد العامل الجديد على إقليم خريبكة، الذي تم تعيينه مؤخرًا. وقد كان حضوره هادئًا، وازنًا، ومتواضعًا، أثار في النفوس ارتياحًا عامًا، حيث لمس الحاضرون حرصه على المتابعة الدقيقة ومواكبة التفاصيل بروح المسؤولية والانفتاح.
وإننا، كأبناء هذا الإقليم، استبشرنا به خيرًا منذ اللحظة الأولى، لما لمسه الجميع من إشارات مطمئنة تدل على رجل إدارة يُصغي جيدًا، ويتفاعل بذكاء، ويمنح لكل مقام ما يستحق من هيبة وقرب. لقد حمل ظهوره الأول رسائل غير مباشرة، مفادها أن القادم من الأيام قد يحمل نفسًا جديدًا في تدبير الشأن المحلي، يعيد الثقة، ويُثمّن الطاقات، ويُنصت لصوت التنمية الحقيقية.
لا يمكن إغفال الدور الكبير للمكتب المديري للرياضات التابع لـOCP، الذي ساهم في الدعم اللوجستي والتنظيمي، ضمن رؤية تُكرّس قناعة راسخة بأن الرياضة ركيزة للتنمية الشاملة. كما أبانت عمالة إقليم خريبكة والسلطات الأمنية والمحلية عن وعي كبير بأهمية دعم الرياضة، وحرصها على ضمان نجاح هذا الحدث بما يليق بمكانة كأس العرش.
بهذا النجاح التنظيمي والرياضي، تفتح خريبكة صفحة جديدة كوجهة رياضية وطنية، تملك من البنيات والكفاءات ما يؤهلها لاحتضان المزيد من التظاهرات الكبرى. ويأمل المتتبعون أن يُشكّل هذا الحدث انطلاقة لمسار رياضي وثقافي متواصل يُسهم في تنشيط المدينة وتحفيز الطاقات الشابة، في أفق تنمية متكاملة ومتوازنة.
