حطاب الساعيد
في خطوة تعد انتصارا حقيقيا لصوت المرأة القروية ولساكنة العالم القروي، حازت السيدة سعدية امحزون على شرف تمثيل الكسابة داخل المجلس الإداري للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز (ANOC)، وذلك خلال أشغال الجمع العام الأخير الذي عقدته الجمعية في الرباط.
يأتي هذا التتويج ليعكس الثقة الكبيرة التي حظيت بها السيدة سعدية امحزون من طرف زملائها وزميلاتها في القطاع، خصوصًا لما تعرف به من مصداقية، تجربة ميدانية واسعة، وحرص دائم على الدفاع عن مصالح الكسابة الصغار والمتوسطين، وهي الفئة التي تشكل العمود الفقري للقطاع الفلاحي القروي في المغرب.
ولا يخفى أن رمزية هذا الحدث تتجاوز شخص سعدية امحزون إلى ما هو أوسع: انبعاث الأمل في نفوس نساء القرى، اللائي طالما ظل دورهن محصورا في الظل، بالرغم من مساهمتهن الجوهرية في الاقتصاد الفلاحي.
إن تواجد سعدية امحزون في هذا الإطار المؤسساتي من شأنه أن يُعيد الاعتبار لدور النساء في تنمية قطاع تربية الأغنام والماعز، ويدفع في اتجاه اتخاذ قرارات أكثر عدالة وإنصافا تراعي الواقع الميداني للكسابة، وتراهن على تطوير الإنتاج المحلي وتحسين سبل التسويق والتكوين.
وقد عبرت السيدة سعدية امحزون عن امتنانها للثقة التي حظيت بها من زملائها وزميلاتها مؤكدة أن مهمتها داخل المجلس لن تكون تمثيلية فقط، بل ستسعى لتكون صوتا للمهمشين، ولسان حال الكسابة الذين يعانون في صمت من تداعيات غلاء الأعلاف، قلة الدعم، وتحديات التغير المناخي.
ورغم رمزية هذا الحدث، إلا أن التحدي الأكبر يبدأ الان، فتمكين النساء القرويات لا يتوقف عند انتخاب، بل يحتاج إلى دعم فعلي، وتكوين مستمر، واعتراف سياسي ومؤسساتي بدور المرأة القروية في التنمية الفلاحية والاجتماعية.
سعدية رفعت الراية، وفتحت الباب، وعلى الجهات الوصية، والجمعيات، والقطاع العام، أن يلتقطوا الرسالة: المرأة الكسابة ليست استثناء، بل قاعدة يجب أن تُبنى عليها السياسات الفلاحية القادمة.