حذّر الخبير في القانون الدولي وقضايا الصحراء، صبري الحو، من محاولات بعض الأطراف المعادية للمغرب، خصوصًا في الجزائر، تعويم النقاش وتحريفه عن مساره الحقيقي، بالتزامن مع اقتراب صدور قرار مجلس الأمن المرتقب، والذي وصفه بـ”النوعي والتاريخي والاستثنائي”، مؤكدا أنه سيكرس سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية ويجعل من الحكم الذاتي الحل الوحيد للنزاع.
وقال الحو، المحامي بهيئة مكناس والرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي بدرعة تافيلالت، إن ما يُثار حاليًا من جدل هدفه إرباك الرأي العام الوطني وتشتيت التركيز المغربي عن اللحظة الحاسمة التي يعيشها المسار الأممي لقضية الصحراء، داعيًا إلى التحلي بـ”الحيطة والحذر” من الانجرار إلى النقاشات الهامشية التي يرغب فيها الخصوم.
وأكد أن المطلوب من المغاربة في هذه المرحلة هو:
. التركيز فقط على مقترح الحكم الذاتي، باعتباره الحل الواقعي والوحيد المقبول دوليًا، وتعزيز الحشد الدولي المؤيد لسيادة المغرب على كامل ترابه.
. متابعة نقاشات مجلس الأمن وتفاعلات الدول الأعضاء عن كثب، مع رصد كل تحركاتها الدبلوماسية التي قد تؤثر في مسار القرار المنتظر.
. الانتباه لمحاولات التأثير الأجنبية، خصوصًا من قبل أطراف تسعى إلى عرقلة صدور القرار بالشكل الذي يخدم الموقف المغربي.
وفي ما يتعلق بالوساطة الأمريكية والمقترحات التي يُروج لها في هذا التوقيت، دعا الحو إلى التعامل معها بقدر كبير من الحذر، معتبرا أنها قد تكون “محاولات لتشويش النقاش وتأجيل صدور قرار تاريخي لصالح المغرب”.
وأوضح أن المغرب يرحب مبدئيًا بالوساطة الأمريكية، لكنه على يقين من أن الجزائر لن تقبل بشروطها، لأنها ستعتبرها “تعجيزية”، وهو ما سيُسقط عنها ورقة المظلومية ويُظهرها مجددًا كطرف متعنت وغير راغب في الحل.
وشدد الحو على أن المغرب لا يثق في أي حوار مباشر مع الجزائر، لأنها “طرف أصيل في خلق المشكلة، ومسؤولة قانونيًا وسياسيًا كدولة لجوء تحتضن الانفصاليين وتغذي الصراع”.
كما أكد أن الحوار الحقيقي للمغرب يجب أن يكون مع الأمم المتحدة والدول التي دعمت سيادته بوضوح، سواء عبر مواقفها السياسية أو من خلال فتح قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، في تعبير صريح عن اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وختم الخبير الدولي تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة حاسمة ولا تحتمل التهاون أو التساهل، قائلاً:
“القضية ليست قضية حدود أو موارد، بل قضية وجود. والمهادنة أو التسامح مع أي تشويش على المسار الأممي خط أحمر.”

