يقين 24 – عبد العزيز أحنو
في أجواء احتفالية مميزة، وتزامناً مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، نظمت مؤسسة روح أجدير الأطلس خنيفرة ندوة علمية تحت عنوان “روح المسيرة الخضراء دروس في التدبير والتغيير وتجسيد للمسار التنموي للمغرب الموحد”.
اللقاء شهد حضور ثلة من الأساتذة الباحثين والدكاترة الأكاديميين والأطر العليا، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية والمدنية، من بينهم السيد باشا مدينة خنيفرة، ورئيس المجلس الجماعي، ورئيس المجلس الإقليمي، إضافة إلى فعاليات جمعوية وثقافية.
استهلت الندوة بتلاوة النشيد الوطني، تلتها كلمة ترحيبية ألقاها رئيس مؤسسة روح أجدير الأطلس خنيفرة، الذي قدم نبذة عن الأساتذة المشاركين، مشيداً بالدلالات التاريخية والسياسية للقرار الأممي الأخير المتعلق بقضية الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، ومؤكداً أن هذا القرار يُعد انتصاراً جديداً للدبلوماسية المغربية وللقوات المسلحة الملكية التي حررت الصحراء المغربية وطوت صفحة النزاع بشكل نهائي.
كما كانت مناسبة ألقى فيها رئيس المجلس الجماعي لخنيفرة كلمة عبّر من خلالها عن اعتزازه بالمستجدات التي تعرفها القضية الوطنية، مبرزاً أن ذكرى المسيرة الخضراء تبقى عنواناً للوحدة الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.
وفي بادرة رمزية مفعمة بالوفاء، تم خلال الحفل تكريم عضوين من جمعية الودادية للمسيرة الخضراء إلى جانب الفنان بوعزة العربي، تقديراً لمساهماتهم الوطنية وجهودهم في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء.
وعرفت الندوة سلسلة من العروض العلمية الوازنة، حيث قدّم الأستاذ محمد بوكبوط، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس سايس سابقاً، عرضاً تناول فيه التطورات التاريخية والسياسية التي عرفتها المناطق الجنوبية منذ فترة الاستعمار الإسباني والفرنسي.
من جهته، قدّم العقيد الخبير العسكري والأمني حسن سعود مداخلة حول التطورات الميدانية بالصحراء المغربية، مستحضراً معركة “أمݣالا 1” التي شهدت أسر قائد الجيش الجزائري الحالي، ومبرزاً حجم التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة الملكية في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن.
أما الأستاذ محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، فقد تناول موضوع “ذكرى المسيرة الخضراء من التحرير إلى التوكيد”، مستعرضاً قراءته لقرار مجلس الأمن رقم 2797.
واختُتمت الندوة بمداخلة للأستاذ خالد الغازي من كلية الحقوق بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، الذي ركّز على “روح المسيرة الخضراء كمنسق قيمي في تدبير التحول والتنمية”، مؤكداً أن هذه الذكرى ليست فقط حدثاً تاريخياً بل نموذجاً متجدداً في العمل الوطني المستدام.
وبهذا اختُتمت الندوة العلمية التي جسدت فعلاً روح المسيرة الخضراء، باعتبارها مدرسة وطنية في التخطيط والرؤية والإصرار على البناء والتنمية.


