يقين 24/ حليمة صومعي
شهد شارع الجيش الملكي بحي بنكيران قرب مقهى الوطن بمدينة بني ملال، مساء اليوم الثلاثاء، حادثاً خطيراً، بعدما أقدم شخص يعاني من اضطرابات نفسية على الاعتداء على طفل بواسطة حجر، موجهاً ضربة قوية إلى مستوى عينه.
الحادث استدعى نقل الضحية على وجه السرعة عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث وصفت حالته بالخطيرة.
هذه الواقعة المؤلمة، التي هزت ساكنة المدينة، تكشف هشاشة المنظومة الأمنية والاجتماعية في التعامل مع ملف المختلين عقلياً، الذين تُركوا يجوبون الشوارع دون رعاية أو مراقبة، ليحوّلوا حياة الأبرياء إلى كابوس.
فأي شعور بالأمان يمكن أن يعيشه أطفال بني ملال وهم يسلكون طريق المدرسة كل صباح، في ظل هذا الخطر المترصد؟ وأي مسؤولية يتحملها الآباء وحدهم، في غياب تدخل حقيقي من السلطات المحلية والصحية والأمنية؟
إن الحديث عن “الخلل العقلي” لا يعفي من المحاسبة، لأن المجرم الحقيقي هو الإهمال المؤسساتي الذي جعل من مدينة بني ملال فضاءً مفتوحاً للمختلين، بدل احتضانهم داخل مؤسسات علاجية متخصصة.
إننا أمام جريمة مركبة: طفل بريء بين الحياة والموت، وأسرة مفجوعة، ومجتمع يعيش تحت تهديد يومي. الحلول الترقيعية لم تعد مقبولة، والمطلوب اليوم:
إحداث مراكز استقبال وعلاج للمختلين عقلياً.
تخصيص دوريات أمنية منتظمة قرب المدارس والشوارع الحيوية.
تدخل عاجل لوزارة الصحة لتفعيل برامج الرعاية النفسية، قبل أن تتحول مدننا إلى فضاءات للفوضى والدم.
إن حماية الأطفال ليست ترفاً ولا خياراً، بل واجب مقدس. وأي تهاون في هذا الملف هو جريمة في حق مدينة بأكملها.