يقين 24 / حليمة صومعي
أصبحت العاصمة الرباط تتباهى اليوم بتحفة رياضية جديدة، بعد أن أبهر ملعب الأمير مولاي عبد الله أنظار العالم عقب افتتاحه الرسمي في الرابع من شتنبر 2025، بحضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن. ومنذ لحظة التدشين، خطف الملعب الأضواء ليس فقط بجماله الهندسي، بل أيضًا بقدراته التقنية التي تجعله مرشحًا ليكون بين أفضل الملاعب العالمية.
المنشأة التي تولت تصميمها شركة “بوبيولوس” الشهيرة، تتسع لحوالي 68,700 متفرج، وتتميز بواجهة ضوئية خلابة تمزج بين الحداثة والهوية المغربية، حيث يطلّ على الزائر مشهد هندسي يحاكي نقوش “نقطة فاس” وأشجار النخيل الرمزية لمدينة الرباط. أما المدرج الجنوبي، فقد صُمم ليستوعب 23,000 متفرج وحده، مع رؤية بانورامية مدروسة بدقة، ما يجعل تجربة المشاهدة داخل الملعب استثنائية.
ولم تتوقف الإبهارات عند الجانب الجمالي، إذ رُوعي في تصميم الملعب أن يستجيب لمعايير الفيفا الأكثر صرامة، بما يجعله مرشحًا لاحتضان مباريات كأس العالم 2030، التي ستنظمها المملكة المغربية إلى جانب إسبانيا والبرتغال. كما جُهّزت البنية التحتية بوسائل تقنية متقدمة، منها نظام بث عالي الجودة وسقف دائري يحمي المدرجات من الرياح، فضلاً عن قاعات ضيافة فاخرة مخصصة لكبار الشخصيات.
أما الواجهة الخارجية، فهي بدورها تحفة قائمة بذاتها: 100 ألف متر مربع من الألومنيوم المصقول بلون الشمبانيا، مدعّمة بـ70 كيلومترًا من مصابيح LED، لتتحول ليالي الرباط إلى لوحة فنية متلألئة، خاصة عند غروب الشمس.
ويبرز عنصر آخر لا يقل أهمية، هو الاندماج الذكي للملعب مع محيطه الحضري، بفضل الربط المباشر بمحطة قطار حديثة تتيح وصولًا سلسًا للجماهير، في خطوة تعكس رؤية المغرب المستقبلية في جعل الرياضة رافعة للتنمية الحضرية.
الأهم من ذلك، أن هذا المشروع العملاق أنجز في ظرف قياسي لا يتعدى 24 شهرًا، بين شتنبر 2023 وشتنبر 2025، وهو إنجاز يترجم عزيمة المغرب في الوفاء بتعهداته الدولية واستعداده لاحتضان التظاهرات الرياضية الكبرى بأعلى المستويات.
ملعب مولاي عبد الله الجديد ليس مجرد فضاء رياضي، بل أيقونة معمارية ورسالة واضحة: المغرب يكتب اسمه في سجل الدول التي تجمع بين الأصالة والتجديد، وتستعد بثقة لاحتضان العالم على أرضها.