قد يخطئ البعض في الظن بأن العاملين في قطاع الصحة يحظون بمعاملة مميزة داخل المؤسسات الصحية، أو يستطيعون الوصول السريع للعلاج، كما هو الحال في بعض القطاعات المهنية الأخرى.
الحقيقة مغايرة تمامًا، فالموظفون الصحيون يواجهون صعوبات حقيقية عند طلبهم للخدمات العلاجية، بسبب خلل تنظيمي ونقص في الموارد داخل المؤسسات نفسها التي يعملون فيها.
التحديات تبدأ من ضعف التنظيم الداخلي للمستشفيات، خصوصًا في أقسام المستعجلات، حيث يصطدم المرتفقون بمشاكل في الاستقبال والتوجيه والحصول على الرعاية المناسبة في الوقت المطلوب.
وتزداد الأمور تعقيدًا مع النقص الحاد في الموارد البشرية الطبية والتمريضية والإدارية، إضافة إلى قلة التجهيزات الضرورية. وفي النهاية، يقع عبء هذه النواقص على الموظفين المتواجدين في العمل، الذين يتحملون المسؤولية دون القدرة على حل المشكلات.
إلى جانب ذلك، يعاني العاملون في القطاع من وضع اعتباري ضعيف، إذ يظل العديد منهم محرومين من أي امتيازات أو اعتراف، حتى داخل أماكن عملهم أو بعد إحالتهم على التقاعد، بما يشمل أفراد أسرهم.
حادثة مؤلمة:
منتصف ليلة 3–4 أكتوبر 2025، اضطر أحد موظفي الصحة بإقليم الفقيه بن صالح للتوجه إلى مستعجلات أحد المستشفيات الكبرى في مراكش طلبًا للعلاج، لكنه لم يجد الاهتمام أو الخدمة التي كان يتوقعها باعتباره أحد مهنيي الصحة.
الرد الطبيعي للموظف كان نشر رسالة في مجموعة مهنية نقابية على واتساب يروي فيها ما حدث، لتتوالى ردود التضامن والامتعاض من زملائه من مختلف الفئات الصحية.
يشير عدد من العاملين في المجموعة إلى أن مثل هذه المواقف ليست استثناءً، بل تتكرر كثيرًا في عدة مؤسسات صحية، بسبب ضغوط العمل والثقافة السائدة ونقص التنظيم. ومع ذلك، هناك دائمًا من يحرص على زملائه ويُبادر للدفاع عن حقوقهم.
تفرض الحاجة إعادة النظر في تنظيم الاستقبال والتوجيه داخل المستشفيات، وتعزيز أقسام المستعجلات بالموارد البشرية والمعدات الكافية، لتصبح مؤهلة لتقديم خدمات مناسبة لكل المرتفقين، بمن فيهم العاملون في القطاع.
هذا يمثل جوهر مطالب العاملين في قطاع الصحة، الذين يطالبون منذ سنوات بإصلاح شامل لتجاوز الأزمة البنيوية التي تؤثر على جودة الخدمات وعلى صحة وكرامة العاملين أنفسهم.
نؤكد تضامننا الكامل مع الأخ حسن، مع تمنياتنا له بالشفاء العاجل، ومع أمل أن يشهد قطاع الصحة تحسنًا ملموسًا قريبًا.
رحال لحسيني، نقابي بقطاع الصحة
المجموعة الجهوية للجامعة الوطنية للصحة UMT لبني ملال خنيفرة