يقين 24 ـ عبد الحق كلون
الحمد لله الذي أمر عباده المؤمنين بما فيه صلاحهم وسعادتهم ونهاهم عما فيه ضررهم وشقاوتهم فقال في كتابه المبين: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الإخوة المؤمنون إن ديننا الحنيف جاء بالمحافظة على الضرورات الخمس التي لا تستقيم حياة الناس إلا بها وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال ولهذا نهى الله عز وجل عن كل ما فيه هلاك الإنسان فقال جل من قائل: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين»
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض المهلكات التي سماها الموبقات فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات» قالوا يا رسول الله وما هن قال: «الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات»
أيها الإخوة المؤمنون ومن المهلكات أيضا ما نهى الله عنه من الغيبة والنميمة وقول الزور وأكل أموال الناس بالباطل قال عز وجل: «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل» وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان»
فالواجب على المسلم أن يتجنب هذه المهلكات وأن يحرص على طاعة الله ورسوله وأن يحسن فيما يأتي ويذر امتثالا لقوله تعالى: «وأحسنوا إن الله يحب المحسنين»
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الإخوة المؤمنون إن من أخطر ما يوقع الإنسان في التهلكة الإدمان على ما يفسد العقول والأبدان ويضيع الأوقات ويجلب الآفات وخصوصا تعاطي المخدرات والمسكرات وسوء استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الشائعات والأباطيل
فلنحذر عباد الله من هذه المهلكات ولنغتنم أوقاتنا في الطاعات والقربات ولنعمر ألسنتنا بذكر الله تبارك وتعالى ولنكن دائما من المحسنين الذين يحبهم الله عز وجل
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي الأمين كما أمركم بذلك رب العالمين فقال عز من قائل عليما: «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما»
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم وفقنا لتجنب المهلكات ووفقنا لفعل الخيرات واغتنام الأوقات واجعلنا من المحسنين الذين تحبهم وترضى عنهم يا رب العالمين
اللهم احفظ أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمدا السادس اللهم أدم له النصر والتمكين والعز والتأييد وقر عينه بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بشقيقه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد واحفظه في سائر أسرته الشريفة
اللهم ارحم برحمتك الواسعة الملكين الجليلين محمدا الخامس والحسن الثاني واجعل مثواهما فسيح الجنان مع الذين أنعمت عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا ولجميع المسلمين والحمد لله رب العالمين