يقين 24/ حليمة صومعي
في مشهد إنساني مؤلم اهتزت له نواحي خنيفرة صباح اليوم الأربعاء، أُشرف على عملية استخراج رفات الشاب الراعي المعروف باسم “محمدينو” من قبره، وذلك تنفيذا لتعليمات الوكيل العام للملك، قصد إخضاع الجثة للتشريح الطبي في إطار التحقيق الجاري حول ظروف وملابسات وفاته الغامضة.
وقد عرفت العملية حضور ممثلين عن النيابة العامة، والسلطات المحلية، وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية، إضافة إلى المحامي صبري لحو الذي حضر مؤازرًا لعائلة الفقيد، في خطوة تؤكد تمسك الأسرة بحقها في معرفة الحقيقة الكاملة وراء وفاة ابنها.

وخيمت على المكان أجواء من الحزن والانهيار، حيث لم تتمالك والدة محمدينو نفسها وانفجرت في بكاء مرير وهي تودع رفات ابنها من جديد، فيما بدا والده في حالة صدمة وصمت مؤلم، وسط تعاطف واسع من الحاضرين الذين رفعوا الدعوات للفقيد بالرحمة والمغفرة.
مصادر محلية أفادت بأن قرار استخراج الجثة جاء بناءً على معطيات جديدة وشكوك أثارتها الأسرة حول الأسباب الحقيقية للوفاة، وهو ما دفع النيابة العامة إلى إصدار أوامر بإعادة التشريح الطبي، بغرض تحديد ما إذا كانت الوفاة طبيعية أم تحمل شبهة جنائية.
وشهدت المنطقة توافد عدد من المواطنين الذين تابعوا العملية عن قرب، في جو من التأثر والغضب، مطالبين بالكشف عن الحقيقة وإنصاف أسرة الراعي الذي كان معروفًا ببساطته وطيبة أخلاقه بين سكان الدوار.

وفي تطور جديد للقضية، تم نقل جثة الراحل “محمدينو” (محمد بويسليخن) في اتجاه مدينة الدار البيضاء لإعادة التشريح، وذلك بأمر من السيد قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالراشيدية، الذي أصدر قراره مشكورًا في إطار الحرص على إحقاق العدالة وكشف الملابسات الدقيقة للوفاة.
وقد رافق عملية النقل حزن عميق ودموع لا تنتهي، بينما ودّعت الأسرة نعش ابنها من جديد بقلوب مكلومة، آملة أن تحمل نتائج التشريح المرتقب الحقيقة التي طال انتظارها.
رحم الله الفقيد محمد بويسليخن، وأسكنه فسيح جناته، ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.


