يقين 24
شهدت مدينة نيويورك لحظة تاريخية غير مسبوقة بعد فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة المدينة، ليصبح بذلك أول مسلم يتولى هذا المنصب في أكبر مدينة بالولايات المتحدة الأمريكية.
الفوز الذي اعتُبر رسالة قوية على تنوع المجتمع الأمريكي وانفتاحه، جاء بعد حملة انتخابية مكثفة واجه خلالها ممداني هجمات من خصومه بسبب مواقفه الصريحة تجاه الحرب على غزة وسياسات الحكومة الإسرائيلية، لكنه ظل ثابتاً على مبدئه، مراهناً على أصوات الطبقة العاملة وسكان الأحياء الشعبية.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه أمام حشد من أنصاره، قال ممداني:
“لقد منحتُموني تفويضاً من أجل التغيير، من أجل عدالة اجتماعية حقيقية، ومن أجل أن نستعيد روح نيويورك التي تؤمن بالمساواة والكرامة للجميع”.
وأكد العمدة الجديد أنه سيباشر عمله بداية يناير المقبل، واضعاً على رأس أولوياته تحسين الخدمات العمومية، ودعم الفئات الهشة، ومواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة داخل المدينة.
وحسب نتائج التصويت النهائية، فقد حصل ممداني (34 سنة) على 50.4% من الأصوات متفوقاً على منافسه الجمهوري كورتيس سليوا الذي حصد 41.3%. وتجاوز الفارق بينهما مئة ألف صوت، في واحدة من أكثر الانتخابات تنافسية في تاريخ نيويورك الحديث.
وفي المقابل، لم يخلُ فوز ممداني من ردود الفعل القوية، إذ كتب الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب على حسابه في “تروث سوشيال” قائلاً: “فليبدأ التحدي إذن”. بينما وصف السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز هذا الفوز بأنه “من أكبر المفاجآت السياسية في التاريخ الأمريكي المعاصر”.
الفوز الذي تزامن مع نجاح مرشحتين ديمقراطيتين في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، منح الحزب الديمقراطي زخماً جديداً وهو يستعد لانتخابات الكونغرس المقبلة.
ويرى مراقبون أن هذه النتائج تشكل صفعة سياسية لأنصار ترامب ورسالة واضحة ترفض “سياسات الخوف والانقسام”، حسب تعبير زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
بهذا الإنجاز، يدخل زهران ممداني التاريخ كأول عمدة مسلم لنيويورك، في لحظة رمزية تُعيد تعريف معاني التعددية والديمقراطية داخل المشهد الأمريكي.

