حليمة صومعي
في رسالة مفتوحة حملت عنوان “الأرزاق بيد الله والأسعار بيد الحكومة”، وجّه محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، انتقادات لاذعة إلى التحالف الحكومي، متهماً إياه بالفشل في مختلف القطاعات وبتعميم الإحباط وسط المواطنين.
أوزين شدّد على أن تدبير الشأن العام ليس مجرد تناوب سياسي أو انسجام بين أطراف التحالف، بل هو عقد ثقة مع الشعب، قائلاً: “التعاقد الحقيقي ليس بينكم كأحزاب ثلاثة، وإنما مع قرابة ثلاثين مليون مواطن أنهكتهم سياسات مرتجلة وقرارات بلا أثر”.
وأضاف أن الحكومة رفعت سقف الوعود الانتخابية “إلى ما لا سماء له ولا أرضية”، لكنها سرعان ما خفتت لتترك المواطنين في مواجهة الغلاء والتضخم وغياب حلول ملموسة. وذكّر بانهيار القدرة الشرائية للأسر، وضياع حقوق ضحايا الزلزال، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، مقابل صمت حكومي يثير الاستفزاز أكثر مما يقدّم الأجوبة.
ولم يتردد أوزين في السخرية من بعض المبادرات الحكومية التي اعتبرها “ترقيعية”، مستشهداً بمشهد إقلاع طائرة من زاكورة لنقل طفل مريض إلى الرباط، قائلاً: “لسنا في حاجة إلى نقل الأطفال بالطائرات من زاكورة إلى السويسي، بل نحتاج إلى نقل مستشفى السويسي نفسه إلى زاكورة، تاونات، فكيك، طاطا، تارودانت، وأقاليم أخرى مهمشة”.
كما لفت إلى أن التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية لا تزال تعاني خصاصاً حاداً، خصوصاً في المناطق القروية والجبلية، محذراً من استمرار سياسة الهروب إلى الأمام عبر لجان لا تغيّر في الواقع شيئاً، بل تزيد من معاناة المواطنين.
وأشار أوزين إلى أن الاحتجاجات التي عرفتها مدن كالفنيدق وأيت بوكماز ومكونة وأكادير ما هي إلا مرآة لغضب اجتماعي متنامٍ، مشدداً على أن الحكومة لا تواجه هذا الغضب بالحلول، بل بالإنكار والتهرب من المسؤولية.
وفي ختام رسالته، دعا أوزين إلى إغلاق صفحة المرحلة الحالية، وفتح أفق سياسي جديد يعيد الثقة، ويوفر العدالة الاجتماعية والخدمات الأساسية، في ظل قيادة ملكية حكيمة وشعب صبور ما يزال يزرع الأمل رغم الأوضاع.