بقلم/ محمد فتاح
في قلب الشاوية بإقليم سطات، تنام مدينة ابن أحمد على وسادة من الغبار الإداري، وتستيقظ كل صباح على سؤالٍ لا يُطرح في البرلمان: من يُهمّش المدينة؟
هنا، لا تُقاس الحياة بعدد المشاريع، بل بعدد الوعود المؤجلة. مدينة تُقاوم النسيان بالنبض، وتُطالب بحقها في أن تُرى، لا أن تُستغل في لحظات الإثارة الإعلامية.
ابن أحمد ليست ضحية الجغرافيا، بل ضحية السياسات التي تُراكم الصمت.
السلطات المحلية تُدير الشأن العام بمنطق “الحد الأدنى”، والمجالس المنتخبة تُعيد إنتاج نفس الخطاب: “ننتظر الميزانية”.
لكن المدينة لا تنتظر، بل تنزف.
من غياب مستشفى القرب، إلى تدهور البنية التحتية، إلى شبابٍ يُهاجر داخليًا نحو المدن التي تُمنح حق الحياة.
في كل زقاق، حكاية عن التهميش.
في السوق الأسبوعي، تُباع الكرامة بالتقسيط.
وفي المؤسسات التعليمية، يُدرّس الصبر قبل المعرفة.
أما الثقافة، فهي ضيف موسمي لا يُدعى إلا في المناسبات الرسمية.
الإعلام الوطني لا يرى ابن أحمد إلا حين تقع الكارثة.
لكننا هنا، نكتب عنها كل يوم، لا لنُجمّل الواقع، بل لنُسائل من يُدير ظهره للهامش.
من يُهمّش المدينة؟
كل من يعتقد أن الهامش لا يتكلم.
لكننا نكتب، نُوقّع، ونُصرّ على أن يكون لكل نص صوت، ولكل مدينة حق في الحياة.
ابن أحمد لا تطلب امتيازًا، بل إنصافًا.
لا تُريد أن تُنافس المدن الكبرى، بل أن تُعامل كمدينة لها نبض، لها ذاكرة، ولها مواطنون يستحقون أكثر من مجرد فتات السياسات.