يقين 24 –
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.
خطبة الجمعة ليوم 03 ربيع الآخر 1447هـ الموافق لـ 26 سبتمبر 2025
«الحرص على تربية الأولاد على الدين وعلى روح المسؤولية في الحياة»
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق الإنسان من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، نحمده تعالى على نعمه الجُلَّى ومننه الكبرى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أفضل من ربى وعلم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبارك وأكـرم وعظَّــم، وعلى صحابته الكرام الأعلام، ومن تبعهم واقتفى أثرهم في السر والإعلان.
أما بعد؛ فيا معاشر الـمؤمنين والـمؤمنات؛ يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِۖ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ [النحل: 72].
عباد الله؛ كلما حل بنا الـموسم الدراسي الجديد، اِنشغل الناس بما يجب من الإعداد والاستعداد الـمادي والـمعنوي لتسجيل أبنائهم، وتوفير كل الظروف الـملائمة لتهيئتهم لاستقبال عام دراسي جديد، مع التحفيز على الجد والاجتهاد. وفي الوقت نفسه تُطرح أسئلة هامة حول أهمية التربية والتعليم، والغاية من الاستثمار في الأولاد، وحجم الأمانة التي يتحملها الآباء والمربون والمعلمون تجاه دينهم ووطنهم وأمتهم.
فالتعليم والتربية لا بد أن تُراعى فيهما ثلاثة أمور أساسية: الدين، والوطن، والأمة. وهي مسؤولية تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، عبر التربية والتعليم والتزكية، كما دل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن أهم ما ينبغي ترسيخه في الأبناء: روح المسؤولية عند العمل الجماعي، خدمة الأمة، والابتعاد عن الفردانية والأنانية والعجب بالنفس. كما أن التربية على القيم والأخلاق الفاضلة مقصد أساسي من مقاصد الزواج وتكوين الأسرة، المبني على المودة والرحمة، والميثاق الغليظ الذي ذكره الله تعالى:
﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21].
فمن تمام شكر النعم، أن تُصرف في طاعة الله، وتُؤدى حقوقها. قال تعالى في معرض الامتنان:
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ [النحل: 72].
إن من شكر نعمة الذرية تربيةُ الأبناء على الدين والقيم الإسلامية، وتنشئتهم على أداء الواجب تجاه وطنهم وأمتهم، والحرص على رعايتهم ماديا ومعنويا.
نفعني الله وإياكم بقرآنه الـمبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر لي ولكم ولسائر الـمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالـمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المؤمنون والمؤمنات؛ إن الأولاد نعمة عظيمة وهبة ربانية. قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [إبراهيم: 41].
وقال سبحانه:
﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: 49-50].
وشكر هذه النعمة يكون بحسن تربيتهم، وتعليمهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وغرس محبة النبي في قلوبهم، وتعويدهم على العدل والإيثار، والعمل الصالح، وتحمل المسؤولية في حياتهم.
وصلوا وسلموا على معلم الناس الخير، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن سائر الصحابة والتابعين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واحفظ بلادنا وأمنها واستقرارها، ووفق ولاة أمورنا لما تحبه وترضاه، واجعل أبناءنا قرة أعين لنا، ووفقهم لما فيه خير دينهم ودنياهم.
آمين، والحمد لله رب العالمين