يقين 24
وجه نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، رسالة سياسية قوية خلال تقديم عرضه أمام المجلس الوطني للحزب، محذراً من اتساع الفوارق الاجتماعية والمجالية، واستمرار نسب البطالة في الارتفاع، خصوصاً في صفوف الشباب والنساء، رغم ما تحقق من إنجازات دستورية وتنموية في السنوات الأخيرة.
بركة أكد أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، قطع أشواطاً مهمة في مجالات الوحدة الوطنية والبناء الديمقراطي، غير أن “زمن الإنجازات لا يجب أن ينسينا حجم المفارقات التي يعيشها المواطنون، بين جهات تنعم بالاستثمار والخدمات، وأخرى ما تزال تنتظر نصيبها من التنمية”.
وأشار المسؤول السياسي إلى أن الإحساس بالتهميش يتزايد في المناطق القروية والجبلية، حيث تعاني الساكنة من ضعف البنيات الأساسية وتراجع فرص الشغل، وهو ما يدفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن البلاد تسير بسرعات متفاوتة، في تناقض مباشر مع التوجيهات الملكية الداعية إلى العدالة المجالية.
وبركة قدّم مجموعة من الأرقام التي وصفها بـ”المقلقة”، من بينها استمرار الفقر في الوسط القروي بمعدل يفوق المدن بأربع مرات، إضافة إلى هيمنة ثلاث جهات على 60% من الناتج الداخلي الخام، مقابل تسع جهات تتقاسم النسبة المتبقية. كما لفت الانتباه إلى نسب البطالة المرتفعة، خصوصاً بين الفئة العمرية ما بين 15 و34 سنة، في ظل عدم قدرة السوق الاقتصادية على استيعاب الخريجين.
وفي الجانب الاجتماعي، توقف الأمين العام عند أوضاع التعليم والصحة، مسجلاً استمرار الفوارق في نسب الأمية، وضعف التغطية الصحية في بعض الجهات التي لا يتجاوز عدد أطبائها ثلاثة أطباء لكل عشرة آلاف نسمة، مقارنة بمناطق أخرى يتجاوز فيها عدد الأطباء الستة آلاف.
وأكد بركة أن الخروج من هذه الوضعية يمر عبر إطلاق جيل جديد من البرامج الترابية، وتوجيه الاستثمار نحو المناطق الأكثر هشاشة، مع تعزيز فرص الشغل للشباب، وتنزيل إصلاحات التعليم والصحة بوتيرة أسرع وأكثر التزاماً، انسجاماً مع الموجهات الملكية المعلنة في افتتاح السنة التشريعية.

