يقين 24/حليمة صومعي
كشف التقرير الفصلي لمجلس بنك المغرب عن معطيات صادمة بخصوص وضعية البطالة في البلاد، وخاصة بين الشباب، حيث تظل الأرقام بعيدة عن وعود حكومة عزيز أخنوش التي التزمت بخلق مليون منصب شغل خلال ولايتها.
بحسب التقرير، بلغ معدل البطالة لدى الفئة العمرية ما بين 15 و24 سنة في المدن 46.9%، وهو رقم يقترب من نصف الشباب الحضري. أما المعدل الإجمالي لهذه الفئة على الصعيد الوطني فقد استقر عند 35.8%، بينما ارتفعت النسبة في القرى إلى 21.3% بعد زيادة بـ1.1 نقطة.
رغم هذا الوضع، أظهر التقرير تراجعاً طفيفاً في عدد العاطلين على المستوى الوطني بـ2.3% ليستقر عند 1.6 مليون شخص، وانخفض معدل البطالة الإجمالي من 13.1% إلى 12.8%، حيث تراجع المعدل في المدن من 16.7% إلى 16.4%، وفي القرى من 6.7% إلى 6.2%.
وبين الربع الثاني من 2024 ونفس الفترة من 2025، لم ينجح الاقتصاد الوطني سوى في إحداث 5000 منصب شغل صافٍ، مقابل فقدان 82 ألف وظيفة في السنة التي سبقت. وسجل قطاع البناء والتشييد إحداث 74 ألف منصب، بينما أضاف قطاع الخدمات 35 ألف وظيفة، وقطاع الصناعة 2000 منصب، في حين خسر قطاع الفلاحة 108 آلاف منصب، وهو ما انعكس سلباً على الحصيلة النهائية.
كما أبرز التقرير أن صافي 32 ألف باحث عن عمل غادروا سوق الشغل، مما أدى إلى تراجع معدل النشاط بـ0.8 نقطة ليستقر عند 43.4%، وهو مؤشر يعكس ضعف جاذبية السوق الحالية.
المعطيات التي قدمها بنك المغرب تكشف أن البطالة، خاصة بطالة الشباب، ليست مجرد أزمة ظرفية بل تحدٍ بنيوي متجذر في بنية الاقتصاد الوطني. فرغم البرامج والسياسات الحكومية، يظل خلق فرص عمل كافية ومستدامة رهانا صعب المنال، ويضع علامات استفهام حول قدرة السياسات العمومية على استعادة ثقة الشباب في المستقبل.