تشهد العاصمة الرباط حركية سياسية غير مسبوقة قبل عام كامل من الاستحقاقات التشريعية والجماعية المقررة صيف 2026، حيث دخلت الأحزاب الكبرى سباقاً محموماً حول التزكيات، في محاولة لحسم خريطة الترشيحات في الدوائر الانتخابية التي توصف بـ”الساخنة”.
مصادر مطلعة أكدت أن اجتماعات تنظيمية مكثفة تعقد يومياً داخل المقرات المركزية للأحزاب وفروعها الإقليمية، لوضع تصور أولي للخريطة الانتخابية وتحديد المرشحين الذين سيخوضون غمار المنافسة. وتبرز دوائر يعقوب المنصور، اليوسفية، والتقدم كأكثر الدوائر حساسية، نظراً لوزنها الديمغرافي وتاريخها في تسجيل نسب مشاركة مرتفعة غالباً ما تفرز نتائج مفاجئة.
اللافت أن شخصيات سياسية غابت عن الساحة منذ سنوات عادت إلى الواجهة، بحثاً عن تزكيات جديدة، مستفيدة من الانقسامات الداخلية التي تعيشها بعض التنظيمات. كما دخلت شخصيات جمعوية واقتصادية على الخط، محاولة استثمار شعبيتها الاجتماعية للظفر بمقاعد انتخابية.
في المقابل، يثير هذا السباق جدلاً وسط القواعد الحزبية التي عبّرت عن تخوفها من هيمنة المال والنفوذ على مسار الترشيحات، على حساب الكفاءة والالتزام الحزبي. ويخشى مراقبون تكرار سيناريوهات انتقال مرشحين بارزين بين الأحزاب في اللحظات الأخيرة، ما قد يفاقم أزمة الثقة لدى الناخبين ويضع العملية الانتخابية أمام تحديات جديدة.