حليمة صومعي
تعيش مدينة بني ملال في السنوات الأخيرة على وقع معاناة متزايدة مع ظاهرة الدراجات النارية، التي تحولت من وسيلة نقل عادية إلى مصدر قلق يومي وخطر داهم يهدد حياة المواطنين. فقد باتت شوارع المدينة مسرحاً لتهور بعض الشباب الذين يقودون بسرعات جنونية، غير مكترثين بالقوانين ولا بأرواح الآخرين.
ولم تقتصر الأضرار على الحوادث المميتة فقط، بل تجاوزتها إلى إزعاج متواصل للساكنة، خصوصاً خلال ساعات الليل، حيث يتسبب ضجيج هذه الدراجات في حرمان الأسر من الراحة، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى هدوء يضمن للسكان حقهم الطبيعي في السكينة.
اليوم، اهتزت بني ملال على وقع حادث مأساوي جديد، بعد أن فقدت أسرة الأمن الوطني واحداً من أبنائها، شرطي في مقتبل العمر، راح ضحية تهور سائق دراجة نارية كبيرة الحجم. حادث مؤلم أدمى القلوب، وزاد من حدة الغضب الشعبي تجاه هذه الظاهرة التي حصدت أرواحاً كثيرة.
صوت الساكنة الملالية بات واضحاً: لا مزيد من التساهل. فالمطالب تتزايد بضرورة تدخل السلطات بشكل عاجل وحازم، من خلال تكثيف المراقبة الأمنية وفرض العقوبات الصارمة على المخالفين، حماية للأرواح وصوناً لراحة المواطنين.
وفي المقابل، تظل مسؤولية الأسر أساسية، إذ لا يمكن أن يستمر بعض الآباء في غض الطرف عن تهور أبنائهم، تاركين الشارع يؤدي ثمن غياب التربية والتوجيه.
ومن هنا، تناشد ساكنة بني ملال السلطات المحلية والأمنية التدخل الفوري والعاجل، عبر حملات صارمة وتنظيم محكم للمرور، حتى تستعيد المدينة أمنها وطمأنينتها، ويعود الفضاء العام مجالاً للسكينة بدل مسرح للفوضى والخطر.
إن بني ملال تستحق أن تنعم بالأمن والهدوء، وأن يعيش سكانها حياتهم في راحة وسلام، بعيداً عن ضجيج الدراجات النارية ومآسي الحوادث المتكررة.