يقين 24/ حليمة صومعي
تسود حالة من الارتباك داخل الأجهزة الأمنية عقب سقوط شخص يُعرف بلقب “ولد الحوات”، الذي تحول اعتقاله إلى بداية خيوط فضيحة مدوية كشفت عن شبكة معقدة من العلاقات المشبوهة تضم أمنيين ودركيين ومسؤولين محليين.
وقد جرى تقديم المتهم أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، بعد انتهاء تحقيقات معمقة أشرفت عليها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، دامت ثلاثة أيام وأسفرت عن معطيات وُصفت بـ“الخطيرة”.
واتضح من خلال الأبحاث أن الموقوف كان يتنقل بهوية مزيفة، معتمداً على بطاقة وطنية مزورة حصل عليها بطرق غامضة، كما عُثر بحوزته على سلاحين ناريين محشوين بالذخيرة الحية مصدرهما الخارج، كان يستعملهما لحماية نفسه من أي ملاحقة.
واعترف “ولد الحوات” خلال التحقيقات بارتباطه بشبكات دولية متخصصة في تهريب المخدرات عبر سواحل الشمال، مبرزاً أسماء دركيين سابقين يُشتبه في تورطهم في تسهيل أنشطته غير المشروعة، كما تسببت محاولته الفرار في حادثة سير مثيرة شبيهة بمشاهد الأفلام.
وقررت النيابة العامة متابعته في حالة اعتقال بتهم ثقيلة تشمل حيازة السلاح دون ترخيص، وتكوين شبكة للتهريب الدولي للمخدرات، وتزوير وثائق رسمية، واستعمال صفائح مزورة، فيما أُحيل شركاؤه على العدالة بتهم المشاركة والفساد.
ولا تزال القضية تثير جدلاً واسعاً داخل الأوساط الأمنية والقضائية، إذ تتواصل التحقيقات الداخلية لكشف مدى تورط بعض العناصر في التغطية على أنشطة “البارون” الذي كان موضوع 13 مذكرة بحث وطنية قبل سقوطه المفاجئ.

