محمد مرابط
في مشهد استثنائي يُحاكي لقطات الأفلام، شهدت مدينة القنيطرة، ليلة أمس على الساعة العاشرة، عملية أمنية واسعة النطاق استهدفت عدداً من أحيائها الحساسة، في مقدمتها احياء الساكنية، العلامة، العريبي، لارما، لابيطا، بام، حي الوحدة، ومنطقة سنطر فيل.
التحرك الأمني، الذي وُصف بـ”غير المسبوق”، تم تحت إشراف مباشر من والي أمن القنيطرة، السيد مصطفى الوجدي، الذي نزل شخصياً إلى الميدان، متقدماً صفوف عناصر الأمن في رسالة واضحة مفادها أن “الأمن لا ينام”. وقد رافقه في هذه العملية رفيعة المستوى كبار المسؤولين الأمنيين، من ضمنهم رئيس المنطقة الأمنية الأولى، رئيس الشرطة القضائية، ونائبه، رئيس فرقة مكافحة العصابات، ورئيس الاستعلامات العامة، إلى جانب رؤساء الدوائر وعناصرهم المنتشرين بعناية فائقة في أزقة وممرات الأحياء المستهدفة.
وقد عاينت جريدة اليقين 24ان القنيطرة لازم يكون فيها أطوار التدخل ميدانياً، حيث وثّق انتشاراً أمنيًا كثيفًا وتمركزاً دقيقاً للعناصر في النقاط السوداء، مع توقيف
عدد من المشتبه فيهم وتنقيطهم على الفور. العملية نُفّذت بحرفية عالية وسرعة لافتة، وسط احترام تام لحقوق الموقوفين، مما يعكس تطور الأداء الأمني ميدانياً.
وبعد الانتهاء من تغطية أحياء المدكور، لم تتوقف الحملة، حيث انتقل السيد والي الأمن رفقة عناصره مباشرة إلى منطقة سنطر فيل، في تحرك سريع ومباغت، تم خلاله تنفيذ تدخلات دقيقة شملت تفتيشات وتنقيطات موسعة، أسفرت كذلك عن توقيف بعض المشتبه فيهم. هذا التنقل الميداني يعكس عزم السلطات الأمنية على تعميم المقاربة الأمنية الاستباقية على كافة النقاط الحيوية داخل المدينة، دون استثناء.
ووسط أجواء من الذهول والترقّب، عبّر العديد من سكان الأحياء المعنية عن ارتياحهم لهذه الحملة، رغم عنصر المفاجأة، معتبرين أن “الرسالة وصلت، وأن عودة الأمن بقوة أمر بات واضحاً للجميع”.
وتُعد هذه الحملة واحدة من أبرز العمليات الأمنية التي شهدتها القنيطرة خلال الأشهر الأخيرة، إذ جرت وفق خطة دقيقة وسريعة التنفيذ، وبعثت برسالة صارمة إلى كل من تسوّل له نفسه تهديد الأمن العام: لا ملجأ للمشبوهين، فالقنيطرة تحت أعين الأمن… ليلًا ونهارًا.