هشام بوزياني
خطوة دبلوماسية تحمل رسائل مشفرة وتكرّس تقارب الرباط – نواكشوط
في خطوة دبلوماسية أثارت الكثير من علامات الاستفهام في الأوساط المغاربية، استقبلت السلطات الموريتانية السفير المغربي المعتمد لديها، السيد حميد شبار، المعروف بكونه أحد أبناء قبيلة الحجامة، دائرة تيفلت، لتوديع رئيس الحكومة الإسبانية خلال زيارته الأخيرة إلى نواكشوط.
هذه المبادرة التي بدت بروتوكولية في ظاهرها، فسّرها متابعون للشأن الإقليمي على أنها رسالة واضحة للجزائر، في سياق التوتر المتصاعد بالمنطقة، خاصة في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية والتقارب الإسباني – المغربي المتزايد.
ويرى محللون أن الترحيب الموريتاني بالسفير المغربي في لحظة دبلوماسية رمزية، يحمل دلالة على مستوى التنسيق المتنامي بين الرباط ونواكشوط، وابتعاد الأخيرة عن سياسة “الحياد الرمادي” التي لطالما طبعت موقفها من ملف الصحراء.
وقد سبق للسفير المغربي حميد شبار، المعروف بدرايته الدقيقة بالملف الإفريقي، أن لعب أدواراً بارزة في توطيد العلاقات المغربية مع عدد من الدول جنوب الصحراء، وهو ما يعزز مكانته كأحد الوجوه الوازنة في الدبلوماسية المغربية الهادئة والفعالة.
وبينما تلتزم الجزائر الصمت إزاء هذه التطورات، تتزايد التكهنات حول موقفها من التحول في موقف نواكشوط، خصوصًا وأن العلاقات الموريتانية – الجزائرية شهدت في الآونة الأخيرة بعض الفتور، في مقابل تحسن ملحوظ في العلاقات الموريتانية – المغربية.
هل هي بداية لتغير في موازين التأثير الإقليمي؟ أم مجرد خطوة عابرة في أجندة الدبلوماسية؟ الأكيد أن المنطقة المغاربية تشهد حراكًا دبلوماسيًا صامتًا، لكنه مليء بالرسائل.
بقلم: هشام بوزياني