يقين 24/ حليمة صومعي
شهد حزب العدالة والتنمية خلال الأيام الأخيرة نقاشاً داخلياً محتدماً، بعدما وجه الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، انتقادات مباشرة للقيادي والبرلماني السابق عبد العزيز أفتاتي، على خلفية تدوينة نشرها الأخير على موقع “فيسبوك”.
أفتاتي كان قد عبر عن غضبه مما وصفه بـ”تضييق وزارة الداخلية على أنشطة الحزب بمدينة وجدة”، بعد رفض الترخيص باستعمال قاعات عمومية لعقد مؤتمر محلي، داعياً إلى مقاطعة مشاورات الانتخابات مع الداخلية.
غير أن بنكيران، خلال كلمته في الملتقى الوطني لشبيبة الحزب يوم السبت 20 شتنبر، وصف موقف أفتاتي بأنه “تصرف غير مسؤول”، مشدداً على أن مثل هذه الخرجات تُعرقل مساعي القيادة في حوارها مع وزارة الداخلية، داعياً إلى نقاش الخلافات داخل مؤسسات الحزب بدل مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن بعد الجدل الذي أثارته كلمته، عاد بنكيران عبر صفحته الفيسبوكية ليُقدم اعتذاراً عن “كلمة جارحة” استعملها في حق أفتاتي، مؤكداً في الوقت نفسه رفضه القاطع لمضمون التدوينة المثيرة للجدل.
وقال بنكيران في توضيحه:
“أعتذر عن الكلمة الجارحة في حق الأخ أفتاتي الذي يعلم ما أكنه له من الود رغم الاختلاف”.
“أؤكد رفضي التام لما ورد في تدوينته من تعبيرات شخصية لا تنسجم مع مواقف الحزب ولا تراعي مبادراته الرسمية”.
“أذكر عموم أعضاء الحزب بواجب الالتزام بمرجعية الحزب ومؤسساته وتجنب أي تصريح أو مبادرة تُربك المواقف الرسمية”.
بهذا، جمع بنكيران بين الاعتذار الشخصي والتأكيد السياسي على ضرورة احترام الانضباط الحزبي، في رسالة مزدوجة أراد منها إطفاء نار الخلاف، دون أن يتنازل عن موقفه من “الانضباط المؤسساتي” داخل العدالة والتنمية.