يقين 24/ حليمة صومعي
أعاد تصريح مثير للجدل أدلت به البرلمانية ياسمين لمغور خلال لقاء حزبي بالرباط إحياء النقاش حول حدود الخطاب السياسي داخل التجمع الوطني للأحرار، وحول الفجوة المتزايدة بين المسؤولين والشارع المغربي. فقد أثار المقطع المتداول للبرلمانية، وهي تُكيل المديح لرئيس الحزب ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، موجة واسعة من الانتقادات على المنصات الرقمية، بعدما رآه كثيرون تجسيدًا لخطاب مبالغ في التبجيل لا ينسجم مع السياق الاجتماعي المتوتر.
وبحسب تعليقات المتابعين، فإن النبرة التي ظهرت بها لمغور وهي تخاطب أخنوش، معتبرة أنّ “الملايين يتطلعون لرؤيته”، تجاوزت حدود الخطاب السياسي التقليدي، وأعادت إلى الواجهة النقاش حول ما يصفه منتقدون بـ“ثقافة الولاء والتصفيق” داخل بعض التنظيمات الحزبية. وتقاطعت أغلب ردود الفعل في التشكيك في “وجود أي زخم جماهيري” حول اللقاء الحزبي نفسه، مشيرين إلى أن الحضور تم تجميعه على الطريقة التنظيمية المعتادة، وليس عبر تفاعل تلقائي من المواطنين.
وتراهن البرلمانية على إبراز دور الشباب في الحزب باعتبارهم “قوة دافعة للتنمية”، إلا أن معارضي الحكومة ذكّروا بأن شريحة واسعة من الشباب كانت في مقدمة الاحتجاجات التي عرفتها مدن مختلفة، رافعة شعارات تطالب بتحسين أوضاع المعيشة وإصلاح التعليم والصحة. كما استحضر المنتقدون حالة الاحتقان المرتبطة بغلاء الأسعار، وما يعتبره البعض “تعثرًا حكوميًا” في معالجة الملفات الاجتماعية ذات الأولوية.
وتوقف جزء من الجدل عند إشادة لمغور بوجود شباب من الحزب في مواقع القرار، ومن بينهم رئيس الشبيبة الذي يشغل منصبًا حكوميًا. وقد أجّج هذا التذكير النقاش حول الاتهامات المتعلقة بالمحاباة وتوزيع المناصب على أساس الانتماء بدل الكفاءة، خاصة في ظل ما يراه خصوم الحزب “تداخلاً كبيرًا بين النفوذ السياسي والاقتصادي”.
ومن أبرز النقاط التي أثيرت في النقاش العام، غياب الإشارة في كلمة البرلمانية إلى الملفات الخلافية التي تطال الحكومة، وعلى رأسها تدبير الصفقات العمومية، وملف الدعم الاجتماعي، خصوصًا الدعم المالي الموجه للفئات الهشة الذي ما زال يثير تساؤلات كثيرة حول معايير الاستفادة وتوقيت التنفيذ.
وبينما واصلت لمغور الدفاع عن حصيلة الحكومة والحديث عن “إنجازات” الحزب، توسعت دائرة التعليقات المنتقدة، معتبرة أن الخطاب الموجه للداخل الحزبي بدا منفصلًا عن واقع الشارع، في وقت ينتظر فيه المواطنون مقاربات أكثر واقعية لمعالجة التوتر الاجتماعي.
ويرى مراقبون أن هذا الجدل يعكس واقعًا سياسيًا يحتاج إلى لغة تواصلية أكثر اتزانًا، قادرة على التقاط نبض الشارع بدل الاكتفاء بخطابات إشادة داخلية، خاصة في ظل تراجع الثقة في المؤسسات وارتفاع سقف المطالب الاجتماعية.

