محمد مرابط
تحوّلت رحلة عادية عبر تطبيق النقل الخاص “أندرايف” إلى كابوس حقيقي لسائق وجد نفسه فجأة في قلب قضية مخدرات معقّدة، تقودها أجهزة أمنية واستخباراتية.
القصة وقعت يوم الجمعة الماضي بمدينة القنيطرة، عندما استقلّت فتاة سيارة تابعة لخدمة “أندرايف” من أحد أحياء المدينة. كان مظهرها عادياً، لكنها بدت متوترة منذ لحظة صعودها. طلبت من السائق أن يسلك طرقاً فرعية، وتجنّب الشوارع الرئيسية، ما أثار بعض الشك لديه، لكنه اختار أن يتجاهل الأمر، مدفوعاً برغبة في إنهاء الرحلة والحصول على أجره.
ما لم يكن يعرفه السائق، هو أن الفتاة كانت تحت المراقبة منذ أيام، من طرف فرقة متخصصة تابعة للمخابرات وفرقة محاربة العصابات، للاشتباه في تورطها ضمن شبكة منظمة للاتجار بالمخدرات.
فور نزولها من السيارة، تدخلت العناصر الأمنية وأوقفتها، وبعد تفتيش حقيبتها اليدوية، تم العثور على كمية مهمة من الكوكايين، مخبّأة بإحكام.
المفاجأة أن السائق، وبمجرد أن لاحظ تدخل الأمن، غادر المكان بسرعة وترك الزبونة خلفه، ما زاد من الشكوك حول إمكانية تورّطه.
غير أن التحقيقات لم تتوقف عند هذا الحد. فقد استعانت الجهات الأمنية بكاميرات المراقبة في المنطقة لتحديد رقم لوحة السيارة، وتم التوصل إلى هوية السائق في ظرف وجيز.
تم استدعاؤه للتحقيق، وبمجرد مواجهته بالمعطيات، انهار باكياً، مؤكداً أنه لا يعرف الفتاة إطلاقاً، وأنه مجرّد سائق نقل خاص أخذها في مشوار عبر التطبيق، دون أن يطّلع على ما تحمله معها في حقيبتها.
رغم ذلك، قرّرت المصالح الأمنية توسيع التحقيق. وتم فحص سجل رحلات السائق، بالإضافة إلى موقعه الجغرافي، والمكالمات التي أجراها في الفترة الأخيرة. كما تم استخراج جميع المعطيات من هاتف الفتاة، والتي كشفت عن تواصلات مع جهات مجهولة، واستعمال رموز يُعتقد أنها تُستعمل داخل الشبكة لتنسيق عمليات التهريب.
القضية لا تزال قيد التحقيق، في انتظار نتائج التحاليل الرقمية والتقنية، بينما تم الاحتفاظ بالفتاة تحت الحراسة النظرية.